الحملات التي تتقاذف على الإمارات من هنا وهناك، تستهدف الإمارات النموذج والإمارات الفكرة والإمارات النهج، فالإمارات نموذج لم يتكرر في المحيط العربي منذ أكثر من قرن، وهاكم التاريخ اقرؤوه، لتعرفوا كم من أشكال الوحدة والاتحاد أقام العرب فترة ما بعد خروج المحتل ونيل الاستقلال؟ إن كل حلف انتهت أسبابه انتهى، وكل وحدة تضاربت مصالحها ذهبت أدراج الرياح، على الرغم من كل ما رافقها من فرح عارم وتهليل وتصفيق وصناعة للرموز والشعارات، لم يبق من كل تلك المشاريع سوى التاريخ والذكريات وغصات جيل نام على الوهم وصحا على الهزائم والانتكاسات!
اتحاد الإمارات مشروع حقيقي، توافرت له كل مقومات المشاريع الوطنية الناجحة، آباء مؤسسون على قدر من الصدق والإيمان بمشروعهم وشعبهم، شعب آمن باتحاده ووطنه وقادته، نوايا سليمة وعمل مستمر ونأي عن الصراعات والتورطات بل يد ممدودة بالخير للجميع، وحينما اهتز الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه، بقيت الإمارات في مأمن وهذا تحديداً ما لم يتفق مع فكر ومشروع الفوضى في المنطقة، ولهذا بدأت الحملات التحريضية وتزايدت.
كل الأمر يعنينا ابتداء وانتهاء، ولهذا فإن التصدي لفكر الفوضى والتحريض لا يجابه بالشتائم والسباب والغوغائية، ذلك يزيد في شراسته وقلة حيائه، بل وأحيانا يكسبه جمهوراً أكبر، هذا الفكر الذي يسوق عن طريق تقارير المنظمات الدولية، ومواقع التواصل الاجتماعي، ومقالات بعض الكتاب في دول الجوار وغير دول الجوار بتوظيف سيئ لمقولات حقوق الإنسان، وقمع الحريات و... الخ، يحتاج تفكيكاً ينسفه من جذوره لا شتائم وديماغوجية تعمل على إشاعته ونشره أكثر.
إن أي فكر تخريبي قائم على تناقضات غير منطقية، يمكن كشف تناقضاته بتفكيك نسيجه الفكري فكرة فكرة وبخبرة وحرفية، إن تفكيك الخطاب الإعلامي مجال له أساتذته ونظرياته ومختصوه، ممن يجب أن يتصدوا لهذه الحملات من دون أن يعطوها مجالاً لتنتشر، وتتحول إلى قناعات لدى بعض ضعاف النفوس أو ضعاف الاطلاع أو ضعاف الثقافة.
لا تحتاج الإمارات لمن يجاملها أو يختلق لها الإنجازات والتاريخ والمواقف، فالإمارات مشروع تنموي إنساني يكبر كل دقيقة وينافس اقتصادات كبرى وإنجازات لدول سبقتنا في مجال الحضارة بمئات السنين، الإمارات اليوم تنافس البنى الأساسية في نيويورك وتحقق مراكز متقدمة في مجال الحريات والرفاهية الاجتماعية والرضا الشعبي، وتتقدم بمشاريع ثقافية عملاقة ومؤثرة، كما تكرس مفاهيم المشاركة والشفافية ومكانة المرأة وحقوق الطفل وغير ذلك، مما يعد معايير لتقدم أي مجتمع في العصر الحديث.
لاتريد الإمارات، بقادتها ومنجزاتها وشعبها وثقافتها وتاريخها، أن ندافع عنها بالشتائم أو ندخل مع أي طرف في وصلة ردح بذيئة، بعيدة كل البعد عن ديننا وقيمنا وما ربانا عليه القائد والمؤسس المغفور له زايد بن سلطان آل نهيان، وما يحثنا عليه قائدنا ورئيس دولتنا صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وإخوانه، علينا أن لا ننسى من نحن وما هي رسالتنا وأين نقع في سلم الإنجاز الإنساني، كي لا نهبط بهذه القيم العظيمة بحجة أننا ندافع عنها، علينا أن ندافع عنها ونكون شرسين وقساة في الدفاع، ولكن بشكل صحيح وعقلاني وموضوعي لا يبقي ولا يذر، ووظف كل إمكاناتك وأدواتك تحت شعار”فكك الفكرة تسقط وينتهي صاحبها”.


ayya-222@hotmail.com