يلجأ بعض تجار بيع مواد التجزئة، بالترويج لبضائعهم وجذب الناس إليها، بطرق وأساليب ملتوية، يشوبها نوع من الغش التجاري، الذي يطمع لتحقيق ربح أو التخلص من بعض ما هو موجود في المخزن الذي اقترب موعد انتهاء تاريخ صلاحيته ولم يتم بيعه بعد. أساليب التجار في طرق “الضحك على الذقون” ونهب ما في الجيوب، متنوعة وبطرق مختلفة، إن لم يكن المستهلك يتمتع بالاطلاع الموسع على ما في السوق، وحفظ أسعار تلك المنتجات التي يشتريها بين الحين والآخر. والمطلوب من المستهلك أن يكون متيقظاً لكل ما يقوم به التجار، ومدركاً لجميع أسعار السلع التي يهتم فيها، حتى لا يقول الناس له “قصّوا عليك وباعوك بالغالي”. وفي إحدى الأسواق التي تجذب أعداداً كبيرة يومياً من المستهلكين للتسوق، وقعت قصة وتكررت لعدة مرات ومع عدة أشخاص، حتى لا يبرر البعض بأن “الخطأ وارد”، وتدور أحداثها حول أحد الزبائن الذي كان يتبضع في ذلك المتجر، ووقعت عينه على إحدى السلع التي كتب عليها “عرض خاص” ودمجت مع نظيرتها الأخرى، ووضع عليها بالتحديد سعر 9 دراهم. هرع الزبون وأخذ من ذلك المنتج ما يسع لعربة مشتريات كاملة متوجهاً للكاشير، وحينما وضعها تحت الماسح الضوئي، إذا بسعر المنتج يصل بحدود 13 درهماً، مما اضطره لإيقاف عملية الحسابات، مطالباً بتوضيح سعر المنتج، أهو المكتوب في العروض أم ما هو موجود على شاشة الكاشير؟ وبعدما تأكد المحاسب من صحة كلام المستهلك، قدم اعتذاره ورفض محاسبته بالقيمة التي طبعت عليه، مبرراً بأن هناك خطأ وماكنة الحسابات لا تقبل بالسعر المطبوع على المنتج. القصة هذه عرضت الزبون لإحراج كبير وكأنه لا يريد أن يدفع ما جعله يسمع انتقادات من حوله ومن بعض الأشخاص الذين كانوا يقفون خلفه في الطابور، والذي يرون أن التدقيق غير مقبول في مجتمعنا، المهم أن الزبون رفض ذلك الغش وترك العربة لهم ومشى. ربما يكون هناك فعلا أخطاء وللفضول الصحفي الذي يراودني وأنا أراقب المشهد، توجهت لعينات من السلع التي كتب عليها عرض خاص، وقمت بالتدقيق على أسعارها فوجدت أن أكثر من 50% من تلك المنتجات في ذلك المتجر، الذي يعج بالزبائن تختلف أسعارها الحقيقية عما كتب على الأرفف التي وضعت عليها. وكأن التاجر ينصب فخاً للزبائن حتى يرغبه على السلعة ليضعها بين كومة البضائع التي تتراكم فوق بعضها البعض في عربات المشترين. والسؤال الذي أود أن أطرحه هنا هل كل منا يقوم بالتدقيق على أسعار المنتجات التي يشتريها إذا قام بتعبئة عربة بأكملها؟ halkaabi@alittihad.ae