ما هي حكاية الشعب العربي الأبي؟ لا يريد أن يبتسم، وإذا ما حاول البعض فعل ذلك، ظهر أبوالنحس المتشائل ناهراً القوم عما يفعلون، فهم مازالوا على الثغور مرابطين وعلى حدود العداء باقين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وأن كثرة الضحك والبسمة تميت القلب وتورث الغفلة، وتقل الهيبة، وهنا بيت القصيد، فكرامة الأمة والشعب العريق والمجد التليد سيذهب رونق وجهها وبهاء صورتها أمام الشعب الألماني الجلد الصلب، وأمام الشعب الياباني المثابر المجتهد، إذا ما تسللت تلك البسمة إلى الأفواه المرّة!.
ولما تساءلنا من له مصلحة في تأزم المجتمع العربي وصبغه بالقتامة والتجهم وحتى ورود الكآبة؟ من له هذه المصلحة لأن يظهر مجتمعنا العربي وكأنه حامل طجين خالته على رأسه؟ إذا ما ضحك فلا يضحك بصوت عال، وان وصلت الضحكة إلى درجة القهقهة، فعليه تجديد وضوئه ويستعيذ بالله من رجس الشيطان الرجيم، ويدعو أن يتحول هذا الضحك إلى خير.?الآن•• البسمة والضحكة التي تصنع الإشراقة نتمناها أن تكون خيراً، وأن نجدد الوضوء بعدها!! وأكل مال الأرملة وشراء أرض المحتاج بثمن بخس والوشاية والتعالي على الأصدقاء والناس البسطاء، والنميمة المغلفة، لا تريد التطهر من الجنابة!.
من يريد أن يجعل من حياة الشعب العربي، حياة متقلبة لا مستقرة ولا هادئة؟ يضخمون له مشكلاته الصغيرة، ويشعرونه أنه إنسان مستلب، فاقد الحرية ومنتكب، يذهبون به إلى حد مواجهة الحكومة بدلاً عنهم ليأتوا في آخر لحظات المعركة ويرفعون مع المنتصر الرايات: لقد كنا معكم، كما تمنينا أن نكون معكم دائماً لنفوز فوزاً عظيماً. ? وهكذا يطل النمامون والمراؤون وآكلو السحت والمبرقعون، فهم ضد الحياة وضد الإنسان الحر وضد الإرادة، هم خفافيش الظلام التي تنبش عن الجروح والآلام، تمنع الفرح، لأن الحزن مكمنه الأسى والسواد، وحده الفرح يجعل الدنيا ملونة ولها رائحة الياسمين.? أيها الشعب العربي الأبيّ، المتحد من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر، قف في وجه كل من يريد أن يمنع ضحكتك أو يلغّم بسمتك أو يسد عليك نافذة صغيرة على البحر تعطي لبيتك لونه الأزرق اللازوردي، أو يريد أن يحمّل ابنك الصغير قدر الأولين والآخرين، أو يصبغ وجه ابنتك التي تحجل نحو أنوثتها البريئة بصبغ أسود، هو جزء من ليل وظلام وبقايا رماد، ?أو يراد منك تعلية البنيان ووأد البنات والصبيان وإرجاعك إلى أيام زمان، بالممنوع والمرغوب والمرهوب أو حتى بالويل والثبور والنيران.
فما أخرنا مثل مسرف، وما أبطأ زحفنا مثل مرجف، وما جعل الأمم تتكالب علينا مثل ما تتكالب الأكلة على قصعتها مثل جاهل وارم بالجهل، مسمّل عينيه، موقّر أذنيه عن الحق والخير والجمال كشيطان أخرس!


amood8@yahoo.com