تأتي زيارة وفد مجلس الشوري الإيراني لجزرنا الإماراتية المحتلة الثلاث من قبل إيران، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، امتداداً لجملة من الممارسات التي دأبت عليها السلطات الإيرانية من استفزاز وانتهاكات، لاتنم عن بصيص أمل من جانب طهران لإبداء قدر من الاحترام لحق الجوار وحسن النية، من أجل إنهاء احتلالها لهذه الجزر الإماراتية، والاستجابة للدعوات المتكررة من جانب دولة الإمارات لحل هذه القضية سلمياً عن طريق المفاوضات الثنائية أو اللجوء للتحكيم الدولي ومحكمة العدل الدولية.
لقد أكدت هذه الانتهاكات والتجاوزات التي تقوم بها إيران بين الفينة والأخرى حجم الاحتقان الداخلي الذي تعانيه، ومقدار عزلة دولية أصبحت أسيرة لها، جراء استمرار مغامراتها غير المحسوبة التي تزيد من التوتر والخطر على السلم والاستقرار والأمن في هذه المنطقة الحيوية من العالم، وهي تواصل احتلال جزء غالٍ من تراب الإمارات الطاهر، وفي الوقت ذاته تواصل محاولات زعزعة أمن واستقرار جيرانها بالتدخل في الشؤون الداخلية للعديد من الدول الخليجية الشقيقة، وما خلايا التجسس المكتشفة وشحنات الأسلحة المهربة إلا شواهد على تلك السياسات الإيرانية، وهي تستمر في تحدي المجتمع الدولي بإثارة قلق العالم عن طريق المضي في برنامج نووي، يكتنفه الغموض، ويفتقد إلى الشفافية والمعايير الدولية المتعارف عليها في برامج الطاقة النووية.
ومع كل عثرة يتعرض لها مفاعل بوشهر الإيراني، سواء لأسباب فنية أو بفعل عوامل طبيعية كالهزات الأرضية والزلازل، يضع أبناء المنطقة أيديهم على قلوبهم من خطورة ذلك المفاعل، والبرنامج المقلق للغاية حتى قبل أن يدخل دائرة العمل الفعلي.
إن سياسات حافة الهاوية التي يتخصص فيها أصحاب المغامرات في طهران، لن تقودهم إلا إلى المزيد من التأزم والعزلة التي تدفع ثمنها باهظاً الشعوب. فالتمسك بالأوهام الإمبراطورية التوسعية لا تخدم جهود تعزيز الاستقرار في المنطقة، ولا تساعد شعوبها على التفرغ لبناء مجتمعاتهم المزدهرة، وتحقق تطلعات شعوبها في تحقيق التنمية المستدامة.
لقد أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة العديد من المبادرات والدعوات للجار الإيراني للاستماع للغة العقل والمنطق، ولكنها تصطدم دوماً بتلك العقلية المهيمنة على المغامرين ممن لا يعون دروس التاريخ والجغرافيا، والذين يعتقدون دوماً أنهم بهذه الاستفزازات والانتهاكات يستطيعون تغيير وتزييف حقائق التاريخ بحق الإمارات على هذه الجزر التي زحفت عليها القوات الشاهنشاهية الإيرانية في ظلمة ليلة 30 نوفمبر 1971، ليتواصل الاحتلال الظالم حتى يومنا هذا، وسط شعارات طهران عن حسن الجوار والأخوة الإسلامية.
حق الإمارات في جزرها الثلاث التي تحتلها إيران، يستمد قوته من قوة الحق والتاريخ، ودعم العالم لهذا الحق، والذي تؤكده الوثائق التاريخية وأدبيات المؤتمرات الإقليمية والدولية، التي تدعو جميعها إيران للتجاوب مع مبادرات ودعوات الإمارات لحل احتلالها للجزر الإماراتية سلمياً، ووقف كل الممارسات الاستفزازية والانتهاكات التي تقوم بها من محاولات صبيانية لتغيير ديموغرافية هذه الجزر والحقائق والوقائع على الأرض. ومهما قامت وستقوم به إيران فلن يغير شيئاً من إماراتية هذه الجزر، ويزيد أبناء الإمارات إصراراً على المطالبة بجزرهم الثلاث، فهل يستجيب الجار الإيراني لصوت العقل والمنطق، بعدم تحميل المنطقة وشعوبها فوق ما لا تحتمل؟.


ali.alamodi@admedia.ae