في يوم يعود لـ37 عاماً خلت، خطت المسيرة الاتحادية لإمارات الخير والمحبة، خطوة مهمة للغاية في مسار تعزيز أركان الدولة الوليدة، عندما تقرر توحيد القوات المسلحة تحت راية واحدة، وشعار واحد، وقائد واحد. وفي تلك المرحلة المبكرة لم نكن نستوعب دلالات خطوة مهدت لانطلاق أكبر عملية لتطوير القوات المسلحة، لتصبح اليوم على ما هي من تطور وتقدم، كماً ونوعاً، سياجاً وحصناً حصيناً للمكتسبات والمنجزات التي تحققت للإمارات وأبنائها، بفضل من الله ورؤية القيادة الرشيدة لبناء قوات مسلحة متطورة، تتمتع بأعلى مستويات الكفاءة، ومجهزة تجهيزاً عالياً، عدة وعتاداً، لحماية مقدرات الوطن، ورمزاً من رموز التلاحم الوطني، عوناً وسنداً للشقيق والصديق. تحمل رسالة الإمارات في كل مكان لتلبية نداء الواجب الأخوي والإنساني، دعماً للسلم والاستقرار العالمي.
وقد تابع أبناء الإمارات المراحل المختلفة التي مرت بمسيرة تطور القوات المسلحة إعداداً وتخطيطاً، التي عبرت عن الإرادة الوطنية والتصميم وروح التحدي والإصرار على البناء، وتطويع التحديات العديدة، وتجاوزها في ظل ظروف صعبة ودقيقة في تلك اللحظات المفصلية من قيام الإمارات.
وكان إنسان الوطن دوماً العماد الأساسي في كل مرحلة من مراحلها، باعتباره الركيزة واللبنة الأولى للتطور الذي شمل مختلف جوانب وقطاعات مسيرة التنمية الشاملة التي شهدتها، وتشهدها البلاد في سباق الصدارة نحو التميز.
وها هي القوات المسلحة اليوم، وهي تضرب النموذج والمثال لقوة الإرادة ودقة التخطيط ووضوح العقيدة العسكرية والرؤية السديدة، قد انتقلت في مسيرتها الواثقة المعطاءة إلى مرحلة التصنيع، وفق أحدث الطرق والوسائل التكنولوجية تطوراً وتقدماً، وكذلك الانفتاح على صناعة تنظيم المعارض والمؤتمرات الاستراتيجية المتخصصة في الميدان الدفاعي والعسكري، وخير شاهد على ذلك دورات مؤتمر ومعرض أبوظبي للدفاع الدولي “آيدكس” التي وضعت اسم الإمارات بقوة على خريطة المعارض العالمية المتخصصة.
لقد حظيت بشرف تغطية مشاركة رجال القوات المسلحة في العديد من المهام الخارجية، وهم يلبون نداء الواجب في ميادين الشرف بأماكن عدة من العالم، وكانوا دوماً رسل الإمارات لمساعدة أشقاء وأصدقاء في مناطق شتى، وقد نهضت بأدوار إنسانية تعبر عن روح العطاء والبذل الإماراتي، كانوا هناك مع قوة الردع العربية في لبنان، وفي معركة تحرير الكويت، وعملية “إعادة الأمل” في الصومال، وفي كوسوفو، وإغاثة ضحايا فيضانات باكستان واليمن، وفي أفغانستان، حيث نهضت قوة الواجب الإماراتية في مهمة “رياح الخير” بدور إنساني كبير، ليس فقط لتأمين وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية لمستحقيها، وإنما ساهمت الفرق الطبية التابعة لها في تحسين الصحة العامة في ذلك البلد، من برامج تطعيم الأطفال، والحد من وفيات المواليد والأمهات عند الولادة، في واحدة من أكثر مناطق العالم فقراً ومعاناة وعزلة في العالم، ويسجل فيه لابنة الإمارات دورها الإنساني الرفيع، وهي تساهم إلى جانب الرجل في التخفيف من معاناة الأهالي هناك.
وفي مناسبة وطنية جليلة كالسادس من مايو، يتجدد عهد الولاء والانتماء والوفاء، مع رجال القوات المسلحة، لقائد مسيرة الخير خليفة الخير وإخوانه الميامين، بأن يكونوا صفاً واحداً في وجه كل باغٍ ومعتدٍ، و”كلنا خليفة” و”كلنا الإمارات”.



ali.alamodi@admedia.ae