في الإمارات الأسرة تمثل الوطن، والوطن هو الحاضن والآمن، والساكن في القلوب كما تسكن الفلذات في لب الأفئدة، وكما تقطن الزهرات في مقلة الثمرة، الأمر الذي جعل هذا البلد شجرة وارفة بالمعاني، عازفة بالأماني، غارفة من محيطات التداني، طارفة بألحان الزمان والمكان، طارقة أبواب المنى بكل تحنان بلا توان، ذاهبة بالحب إلى أبعد مدى، ممتدة في المدار بسوار البهجة والانفتاح على العالم، بدون مواربة أو تورية أو رمزية أو غموض، أو رضوض، أو خضوض.. هذا البلد مبنيّ على نسق التلاحم، والتواؤم والانسجام والاحتشام، والالتئام، والسير قدماً باتجاه الإشراق بملء الأحداق، وبأشواق من حفروا في الصحراء ينابيع العطاء، ومن زرعوا في البيداء بذور السخاء، ومن لونوا البحر بعرق الانتماء.
ولا نبالغ إن قلنا أن بلادنا، تنهل من قاموس مختلف ومن ناموس مؤتلف، ومن ناقوس ضوؤه كضوء الشموس، المعلقة في سماوات الله، المحدقة في وجوه عباده، الطارقة باسم الخلود بلا حدود.
لذلك فإن الحساد كُثر، والحاقدون يتوالدون، ويذهبون إلى جحيم عدميتهم، لأنهم إن فعلوا ما فعلوا فلن يستطيعوا إخفاء الشمس في منخل عصبيتهم، ولن يستطيعوا مواراة المحيط خلف تراب جهلهم، ولن يستطيعوا إيقاف عجلة الحب عن إعمار قلوب المحبين والعاشقين للحياة، بدون تكلف أو تزلف.
الإمارات، بسمات وصفات الأسرة الواحدة، تنمو زهرة برائحة التضاريس المُنضَّدة، بحكمة العقل وفطنة الفعل.
الإمارات قيادة وشعباً، نسيج يفوح بالأريج، وقافلة تشق كثيب الأمنيات بالقيم الفاضلة، بلا نقطة ولا فاصلة، تمضي بالمسيرة نحو تحقيق رؤية الحاكم وغايات الشعب، تمضي بلا مضض ولا رضض، ولا خضض، تمضي باستواء الكلمة ومضاء القلوب المنعمة، بإرادة التقوى وعزيمة الطاقة المتوائمة.
الإمارات، لأنها حققت ما لم يحققه الغير، أصبحت اليوم في محط الأنظار وبؤرة الأبصار، ما يجعلها تقف على قائمة الأسئلة الكبرى، وما يجعلها في المحور والجوهر من حديث الحوادث، ولا نستغرب أبداً أن يقف نمّام أثيم مشّاء بزنيم، موقفاً يخالف قوانين الطبيعة، ويذهب بمركبة الأهواء عكس السير، لا نستغرب أبداً ولكن كل ما نثق به، أن المحيطات الواسعة لا تغرقها فقاعة الأحجار الصغيرة، وأن الجبال الشاهقة لا يهزها طنين الذبابة، والإمارات بأيادٍ بيضاء تمتد، وقلوب صافية تنفتح على الدنيا، بلا ضغينة ولا وزْر، تلون صفحات التاريخ، بأعمال النيات الحسنة، وأفعال الضمير الواعي، بمعنى جمال الكلمة، إذا لازمها لباقة الفعل، ولياقة العقل، وأناقة العمل.
الإمارات.. لا تصغي كثيراً للافتراءات لأنها آمنت بالحب ما بين القادة والشعب، فاستقر الجميع على الطمأنينة والسكينة، والاستقرار، وما مصير الفقاعات إلا الانتفاخ ثم الاختباء خلف جلابيب الخيبة والفشل الذريع.


Uae88999@gmail.com