أشكر الأستاذ عيسى الميل مدير قناة أبوظبي- الإمارات، على رده المفيد بخصوص تغطية التلفزيون والإذاعة لفعاليات معرض أبوظبي للكتاب، والمنشور اليوم في الاتحاد - لمن فاته- وربما كما يقول الأستاذ عيسى إنه لم يتسن لي مشاهدة هذه “التغطيات” التلفزيونية والإذاعية بسبب وجودي الدائم في المعرض، لكن من باب آخر، تمنيت أن أراه هو في المعرض لأقول له رأيي مباشرة، ويسمع من غيري من ضيوف المعرض بنفسه، دون أن يكون عمودي وسيطاً، ويمكن أن يتجاهل جهد الآخرين.
أما الأمر المهم والذي كان يدور بشأنه موضوع نقدي أو تساؤلي بالنسبة لإعلامنا المحلي بشكل عام، فهو غياب البرامج الثقافية والإبداعية منها تحديداً، وترك الفرصة لمحطات أخرى تستفيد من هذا المعرض ومن ضيوفه الكبار، وتسجل لهم الحلقات، وإعلامنا يكتفي بـ”التغطيات”، نشكركم جزيلاً على “التغطيات”، وطرح الأسئلة على الضيوف عن شعورهم وهم يشاركون في المعرض، لكن موضوعنا الرئيس، والذي غاب في الأخذ والرد، هو صنع برامج ثقافية محلية - وليست مستوردة- وتكون عالية المستوى، تخدم توجه أبوظبي الثقافي والفني والسياحي.
باعتبار أن السياحة نوع من الثقافة الجديدة والمطلوبة، برامج متخصصة تعرّف الناس، وتمدهم بحواريات ثقافية وتفاعلية.
فلا يعقل أن يكون بيننا وللمرة الأولى كاتب جزائري عالمي بحجم رشيد بوجدرة، ولا يعمل له لقاء مطول، ونقدمه بصورة تليق بحضوره هنا، ولا يعقل أن يفوز شيخ الأزهر بجائزة الشيخ زايد للكتاب، ويكون بيننا، وتثمر زيارته نتائج مفرحة للأزهر كمكان وقيمة حضارية، وتتبعها مبادرة كريمة من رئيس الدولة بالإفراج عن 103 من المسجونين المصريين، ولا نعمل معه لقاء ساخناً، وربما هنا سيقول إعلامنا المحلي إن وقت شيخ الأزهر لا يسمح، وأنا أقول: عندكم كل الحق! لقد ضم معرض أبوظبي ضيوفاً كثر من مختلف بلدان العالم، ولا مجال لأن أعدهم، فمنهم الناشر المثير للجدل، والكاتب العالمي الذي كان بإمكاننا أن نكسبه كصديق سنحتاج له يوماً ما، وكتّاب عرب في المهجر، ورسامون عالميون، وأصحاب مخطوطات قديمة ومهمة، كان بإمكان إعلامنا المحلي أن يستفيد منهم، ويقدمهم للناس بطريقة مختلفة، وأكثر احترافية إعلامياً بدلاً من أن تتلقفهم محطات أخرى جاءت بطريقة احترافية، وأنجزت مهمتها، وكسبت رهان ثلاث مناسبات دورية، هي معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وجائزة الشيخ زايد للكتاب، وجائزة البوكر العربية، وهي بالتأكيد لم تأت لتغطية الحدث بقدر ما تستفيد من علم وأدب وخبرة الضيوف، وتفتح لهم آفاقاً جديدة للتواصل والتعارف مع الآخرين، وترسخ هي مكانتها إعلامياً وإعلانياً.
واسمحوا لي يا إخوان إن كان هناك برنامج ثقافي تلفزيوني أو إذاعي عندنا، وأنا أجهله، فالرجاء أن تسموه لي، لأحرص على متابعة محتواه المعرفي والثقافي، بعيداً عن التغطيات الإعلامية الإخبارية.


amood8@yahoo.com