متى يعي البعض أن الإشادة بالغير لا تعني الانتقاص من أي طرف، ولماذا نقول أحياناً كلاماً نريد به خيراً ويفسره البعض بشكل مختلف، ويبقى الإنسان مسؤولاً عن الكلام الذي يقوله ولكنه ليس مسؤولاً عن فهم الناس لما يقول، وقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: “لا تظن بكلمة صدرت من أخيك شراً وأنت تجد لها في الخير محملاً”. فقد طرح السعودي ياسر القحطاني لاعب العين عبر حسابه في موقع “تويتر” بعد نهاية مباراة العين الأخيرة أمام الأهلي تغريدة حملت الكثير من الإنصاف لجمهور العين جاء فيها: “جمهور العين ماله شبيه من ناحية تفاعله طوال دقائق المباراة وتشجيعه الاحترافي ومثاليته في التشجيع”. وكانت هذه التغريدة سبباً في اعتراض فئة قليلة وغير واعية من جماهير فريقه السابق الهلال التي أساءت فهم المقصود من التغريدة، واعتبرت حديث نجمها السابق انتقاصاً من جماهير الهلال وتقليلاً من شأنها، وتعرض القحطاني لهجوم شرس بسبب جملة كان يريد من خلالها توجيه الشكر الجزيل ورد الجميل لجمهور ليس له مثيل. جماهير العين التي تتحفنا في كل مباراة بالجديد والفريد وكلما ظننا المبادرات انتهت فاجأتنا بالمزيد، ولم تكن مبادرتها بتكريم القحطاني في الدقيقة التاسعة من عمر المباراة عبر ارتداء أقنعة على شكل صورة القحطاني هي الأولى من نوعها، وسبقتها الكثير من المبادرات لتكريم أسماء سابقة وحالية خدمت الرياضة الإماراتية. لم يتوقع القحطاني هذه الهجمة الشرسة وكأن تلك الفئة المتعصبة تعاقبه على خصلة الوفاء التي تحلى بها وهو يعبر عما يجيش في صدره من امتنان وتقدير على ما لاقاه من جماهير العين منذ بداية الموسم، فهو محل حب ورعاية من هذه الجماهير التي عشقته هلالياً، وازدادت له عشقاً وحباً عيناوياً. شهادة كبيرة من لاعب كبير لجماهير نفتخر كثيراً أنها توجد في دورينا، وأصبحت بمبادراتها السباقة هي فاكهة المسابقة، هي السر الأول في التحول المثير لمسار الفريق بين الموسمين الماضي والحالي، ليصبح بقدرة قادر الفريق المهدد بالهبوط قريباً من اللقب العاشر. لم يكن ياسر القحطاني عندما يمتدح جمهور العين يعقد أي نوع من المقارنة، وهو أذكى بكثير من أن ينتقص من جمهور الهلال الكبير، والذي كان معه وفياً طوال السنوات الماضية وظل كذلك حتى وهو يغادر معاراً إلى العين، فجمهور الهلال يحبه ويعشقه ومن هذا الحب يتغذى بالثقة، ولكنه كان يعبر عن شكره وتقديره لأناس تحبه وتغليه، وجمهور “ماله شبيه”. Rashed.alzaabi@admedia.ae