قال الرِّياحي فيِ خُطبته باْلمِرْبَد‏:‏ يا بَني رِياح لا تَحْقِرُوا صغيراً تأخذون عنه فإني أخذتُ من الثعلب رَوَغانه ومن القِرْدَ حِكايته ومن السِّنَّوْر ضَرَعه ومن الكلب نُصرَته‏.‏ ومن ابن آوَى حذَره ولقد تعلَمت من القَمر سَيْرَ اللَّيل ومن الشَّمس ظهور الحيِن بعد الحين‏.‏ وقالوا‏:‏ ابن آدم هو العالَم الكَبير الذي جَمع الله فيه العالَم كلّه فكان فيه بَسالة اللَّيث وصَبْر الْحِمار وحِرْص الخنزير وحَذَر الغُراب ورَوَغان الثّعلب وضَرَع السِّنَّور وحِكاية القِرْد. ولما قَتَل كِسْرى بُزُرْجمهرَ وجد في مِنْطقتِهِ مكْتوباً‏:‏ إذا كان الغدر في الناس طِبَاعاً، فالثقة بالناس عَجْز، وإذا كان القَدَر حقَّاً فالْحِرْص باطل وإذا كان المَوْت راصداً فالطمأنينة حُمق‏.‏ وقال أبو عمرو بن العلاء‏:‏ خُذ الخَير من أهْله ودَع الشرَّ لأهله‏.‏ وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه‏:‏ لا تَنْهَكوا وَجْه الأرض فإن شَحْمتها في وَجْهها‏.‏ وقالوا‏:‏ إذا قَدُمت المُصيبة تُرِكت التَّعزية وإذا قَدُم الإخاء سَمُجَ الثَّناء‏.‏ وفي كتاب للهند‏:‏ يَنْبغي للعاقل أن يَدَع التماسَ ما لا سَبِيل إليه لئلاّ يُعدّ جاهلاً كرَجُل أراد أن يُجري السفنَ في البرّ والعَجلَ في البَحْر وذلك ما لا سَبيلَ إليه‏.‏ وقالوا‏:‏ إحسان المُسيء أن يَكُفَّ عنك أذاه وإساءةُ المُحسن أن يَمْنعك جَدْواه‏.‏ وقال الحسنُ البَصْريّ‏:‏ اقدَعوا هذه النفوسَ فإنها طُلعة وحادِثوها بالذِّكر فإنها سريعة الدُّثور فإنكم إلاّ تَقْدعوها تَنزع بكم إلى شرِّ غاية‏.‏ يقول‏:‏ حادثوها بالحكمة كما يُحادث السَّيف بالصِّقال فإنها سَريعة الدُّثور يريد الصَّدأ الذي يَعْرض للسيف‏.‏ يقال في الشَّيْخوخة والكِبَرِ: شَاب الرّجل، ثمّ شَمِطَ، ثمّ شَاخَ، ثم كَبِرَ، ثُم تَوَجَهَ، ثُم دَلَفَ، ثُم دَب، ثم مَجَّ، ثم هَدَجَ ثُمَّ ثَلَّب، ثُمَّ المَوْت. ويُقَالُ عَتَا الشَّيْخُ وَعَسَا، ثم تَسَعْسَعَ وَتَقَعْوَسَ.،ثُمّ هَرِمَ وَخَرِفَ، ثم أَفْنَدَ وَاهْتِرَ، ثمَّ لَعِقَ إِصْبَعَهُ، وَضَحَا ظِلُّهُ إِذَا مَاتَ. وتقول العرب إذا شَاخَ الرّجل وعَلَتْ سِنُّهُ، فَهُوَ قَحْوٌ وَقَحْب. فإذا وَلَّى وَسَاءَ عَلَيْهِ أَثَرُ الكِبَرِ، فَهُوَ يَفَنٌ وَدِرْدَحٌ. فإذا زَادَ ضَعَفُهُ وَنَقَصَ عَقْلُهُ ، فَهُوَ جِلْحَاب وَمهْتَر. ? النابغة الذبياني: مَنْ يطلبِ الدّهرُ تُدرِكْـهُ مخالبُهُ والدّهرُ بالوِترِ ناجٍ، غيرُ مطلـوبِ ما من أناسٍ ذوي مجدٍ ومكرمـة إلاّ يشدّ عليهــم شــدةَ الذيــبِ حتى يبيـدَ، على عمــدٍ، سـراتهمُ بالنافذاتِ منَ النبـلِ المصاييبِ إني وجدتُ سِهامَ الموتِ مُعرِضَة بكلّ حتفٍ، من الآجالِ، مكتوبِ Esmaiel.Hasan@admedia.ae