زهرة عيون المدى وطن في سحرك الجميل، في ليلك تألقت، وفي عطرك المخملي المتوج على بتول الروض تندى.. يا أنت يا مكمن الروح. حين أضاعت الطرقات ما أضاعت، وحين تفرقت السبل، وحين ارتأت الريح أن تداعب رمشك لكنها سكنت ولم تنبس ولم يهتز لك جفن، ولم يضطرب صمتك، ولم تتقوس فصول حياتك مهما اشتدت الرياح ومهما تسارعت عاتية، لكن تبقى لك نسمات على عتبات سواحل البحر متوجة كفيض الرغبة في أحلام تمضي، ولك جمالية كلما رسمت خطواتك على الرمل تبتسم كأنها طبعت قبلة على خد الطفولة، أو أعدت ابتسامة، أو أزالت محنة عن قوم، أو كأنها سكبت عطرا في طي النسيان، كما لو ودعت زمنا مضى على أطراف التاريخ، وتجلى لك التاريخ وحدك يا تاج الأمم.. قد مزجت بدمع عينيك لحنا، وقد رسمت فصول المجد، وقد كسبت الرهان منذ يومك الأول، وعظمت الى الأبد.. وطن لكل أطياف الحياة ولكل نسمات البشر. اليوم رأيت لك طيفا على قسمات ألوانك الجميلة المترامية الأطراف، ورأيت لك عناقيد الزهو تعانق كبرياء الحياة، تنقش جمالية على وجه التاريخ، ورأيت لك بيوتا حميمية ومساحات ونوافير وأشياء بلا أسياج تبدو حولك متممات للجمال والمناسبات النفيسة كأنها أشعار وقواف تطوق قلادة الحكايات الجميلة، وتسارع نحو الغد بكل الأشكال، والفرحة تباعد عن زمن يكرس نفسه كثيرا في الطلعات العصية والمهمات أو يقسو على نفسه كثيرا من حيث لا يدري.. لك جمالية الخلود يا وطن الروض والسحر حتما لا يرتخي، لك عماد، ولا يختل لك وعد، وأنت تذهب دائما الى مصاف العلا والى الأمام. أبوظبي يا زهرة عيون المدن تصطفي من الحياة لونا يطوق الروض والحسن وما شئت، كأن يطوقك السحر بالجمال يا أعذب الألحان.. المساءات العطرة وردهات بالعقيق معتقة.. مدينة مبهرة الى حد الجنون وحالمة، تتبع ثقافة وحكمة، تشغل المستقبل ويشغلها، وتموج خيوطها الزاهية بلوحات فنية وواجهات عبقرية.. وتلك دبي مدينة الخيال والروعة، هي لعيون المدى تعتزم وتهمس في ذاكرة الزمن وترسو على شطآنها سفن المحبة، مدينة لا تقهر أبدا، تكسو الأيام متعة الحياة وتشعلها بالفنون.. وذاك الحنان والقيم يا شارقة الود والثقافة والابتسامة وفصول التاريخ بزخارف المتاحف الجميلة ودور العلم لا تحسب ولا تعد، ترسم في الوطن خلايا المجد ورايات تشهد وحياة تتمهد.. وتلك العين مدينة الجمال وفصول الزهور تملأ الحياة شوقا وزهوا، تتوغل في عمق التاريخ مشغولة بجداول وانهار وأفلاج وممرات مائية وجبال شامخة، وهي الغربية قادمة الى مصاف الحياة ولم تكن غائبة ولم تكن كثبانها الرملية بعيدة بل قريبة من القلب تمد شرايين الحياة بالشهد ولها مضارب في صميم التاريخ، ولها وعد كي تنسج الحياة بالغد من جديد وكي تتقدم كل مدن الإمارات إلى شمس الحضارة ولا تغيب.