لأن الأزهر ثمرة الروح، وملاذ الإسلام، ومآل الأنام، وأصل المقام، وفصل القوام، ومنبت عقيدة السلام التي لا فيها ضيم ولا ظلام، ولا فيها غيم ولا إرغام، الأزهر المكان والخطوة المسالمة، نحو عالم تؤمه روح المحبة والمودة، من دون تحيز أو تحزب أو تسرب أو تهرب، ومن دون سخط أو تخبط أو شطط أو رهط أو لغط أو غلط .. لهذا كله تقف الإمارات وقوف النبلاء الأوفياء النجباء إلى جانب الأزهر، ليذهب بالرسالة السماوية السمحاء نحو الناس جميعاً، في مشارق الأرض ومغاربها، بعفوية النجوم، ورجاحة القلب الرؤوم، يذهب إلى العالمين بتعاليم الإسلام، ونداء السماء لشعوب العالم، أن يكفوا عن الغوغاء والشعواء، والعشواء، والفوضى الأخلاقية، والتمزق الفكري، والتفرق المللي، والتحرق العصبي، لا عصبية في الإسلام، وهذا ما يضع الأزهر كمعلم ديني، ومرجع عقائدي، عند منطقة الأخلاق الحميدة، والثوابت الأكيدة التي تبعده دائماً عن النظر بعين واحدة. ودعم الإمارات للأزهر يأتي من منطلق التأييد، والتشديد على المحافظة على كل منبر قيم قائم بقوامة الدين وقيامة تعاليمه السمحة. الإمارات تقف إلى جانب الأزهر، بحزم المخلصين وحسم الصادقين، ليأخذ هذا المنبر الإسلامي الكبير دوره في العالم، وليقف حائلاً دون التهور والتضور، والتعثر، والتبعثر، والتستر، والتجبر، وليؤكد أن الإسلام ليس دين المجادلة بالعنف، وليس دين الدسيسة، ولا الانقلاب على أصول العقيدة، ولا الاستلاب النفسي، ولا الاكفهرار، ولا اجترار مصطلحات زائفة أضرت بالإسلام، وخربت عقول الأنام، وأبادت قيماً ودمرت شيماً، وجزت عنق الحقيقة.
الإمارات تقف إلى جانب الأزهر، لأنها ترى في هذا المنبر مشاعل نور، يستطيع إضاءتها في طريق الناس، وقشع ظلمات من أطفأوا نور العقل، واستشاطوا بعصبية الشيطان، وتحزموا بأجندات شنآن، وذهبوا بعيداً في الانهيارات العقلية حتى أصبحت زلزالاً مدمراً، وكابوساً مهيمناً، وطوفاناً ساكناً في أرواح من أسكنوه قرة عين لنفسياتهم المريضة. الإمارات تقف مع الأزهر، ومع كل الشرفاء الذين يقولون بلسان فصيح الله حق، وأن العصبية لا تجلب غير الحرقة والفرقة، والتمزق والتهتك. الإمارات تقف مع الأزهر ومع كل من يعرف أن الإسلام ليس هوى ولا جوى، وإنما الإسلام دين العلم والفهم وخير الكلم، وبالإسلام الحقيقي ارتقت الأمة، وحققت أجمل المعاني، وكشفت للعالم خرافة ما يعبدونه من غير الإسلام. الإمارات تقف مع الأزهر لأنه الجامع اللامع الساطع، الواقع ما بين الرمش والعين، الرافع راية الحقيقة في وجه من زيفوا، وجدفوا، وحرفوا، وجرفوا، وعزفوا من ضحالة الأفكار وحثالة الأطوار.


Uae88999@gmail.com