لا يختلف اثنان على قيمة الإنجازات التي حققها المدرب الوطني مهدي علي مع جيل الذهب ودوره الكبير فيها، بدءاً من كأس آسيا للشباب مروراً بالبطولة الخليجية وفضية جوانزهو الآسيوية وأخيراً قيادة المنتخب الأولمبي إلى نهائيات دورة الألعاب الأولمبية التي ستقام الصيف القادم في لندن وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخ الكرة الإماراتية. ولا أعرف لماذا أراد مهدي «تنغيص» فرحته بعد الإنجاز الأخير بتصريحات غاضبة حانقة كان يشتكي فيها ظلم ذوي القربى، وما أسماه محاولة البعض التقليل من دوره في هذه الإنجازات الكبيرة، رغم أن الجميع كان يشيد بهذا المدرب الذي صنع ما لم يصنعه غيره. على من كان يرد مهدي عندما أطلق تصريحاته الغاضبة، فهل كان يرد على انتقادات جاءت في برنامج تلفزيوني أم على معلق أراد خلال مباراة العراق التي خسرها المنتخب أن يبحث عن بعض الإثارة لكي يملأ بها 90 دقيقة من الصراخ المتواصل على الهواء، وكأنك يا مهدي لا تعلم أن بعض المعلقين في سباق التنافس الوهمي أصبحوا “فل اوبشن” فلم يعودوا معلقين بل هم حكام ومدربون ومحللون وفي أحيان أخرى شعراء ومطربون. ليس من مصلحة المدرب المواطن تلك التصريحات الغاضبة التي أدلى بها مهدي، ولا يمكن أن يكون المدرب المواطن بهذه الهشاشة ويتحسس من كل أنواع النقد وهو يعمل في المهنة الأصعب في اللعبة وأي مدرب كرة قدم لابد أن يتعرض للكثير من الانتقادات البناءة أو الهدامة طوال مسيرته، وعليه أن يجد الوسيلة المناسبة للتعامل مع مختلف أنواع النقد وذلك بالاستفادة من كل ما هو بناء وأن يسد آذانه عن كل ما هو هدام. ألا يكفي مهدي أن الجماهير الإماراتية تغنت باسمه ورفعته فوق الأعناق كما حظي بتكريم على أعلى مستوى من القيادة، فحصل على جائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي، كما حصل على تكريم خاص من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي الذي أمر بتفريغه من جهة عمله ليضع جل تركيزه مع هذا الجيل، إضافة إلى التكريم المعنوي الشعبي من المسؤول قبل المشجع البسيط عبر المطالبة بتسليمه مهمة تدريب المنتخب الأول خلال الفترة المقبلة. مسك الختام: لا تشغل بالك يا مهدي كثيراً في التفكير، فأنت مدرب ناجح وكل الإمارات تنظر لك بعين التقدير، لا تشغل نفسك فيهم ودع إنجازاتك ترد عليهم، ولا تضق بهم ذرعاً أو تكدر نفسك، فهذه هي أيام عرسك. Rashed.alzaabi@admedia.ae