أصداء طيبة ومعانٍ سامية حملتها قمة أبوظبي العالمية للقاحات، والتي اختتمت في عاصمتنا الحبيبة الأربعاء الماضي، برعاية كريمة من لدن الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وعززها سموه بمبادرة لتصويب وتسريع آليات القضاء على شلل الأطفال حول العالم، قدم معها 440 مليون درهم لدعم جهود استئصال المرض نهائيا بحلول عام 2018، مع تركيز على المناطق النائية في كل من باكستان وأفغانستان.
لقد كانت هذه المبادرة السامية والكريمة باحتضان ورعاية المؤتمر ودعم أهدافه محل تقدير كل الخيرين في العالم. وقد عبر عنها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مقال مشترك مع بيل جيتس الملياردير الأميركي المعروف مؤسس عملاق صناعة الكمبيوتر ”ميكروسوفت” والرئيس المشارك لمؤسسة بيل ومليندا جيتس التي أخذت على عاتقها مهمة المساعدة في القضاء على الأمراض المستوطنة في العديد من المجتمعات الفقيرة حول العالم. ونشرت “الاتحاد” ذلك المقال القيم في عددها الخميس الماضي، والذي أكدا خلاله الأهمية الكبيرة التي يعلقانها بمشاركة سمو ولي عهد أبوظبي على دور هذه المبادرة في ضمان حصول كل أطفال العالم على الفوائد الكاملة من اللقاحات وبرامج التطعيمات، والمحروم منها أكثر من 22 مليون طفل في العالم، ممن لا يحصلون على اللقاحات الأساسية” التي يعتبرها الناس في البلدان ذات الدخل المرتفع من الأمور المسلم بها”، بحسب المقال، والذي أكد دور هذه الجهود الإنسانية المباركة في عملية “تحرير البشرية من عبء الأمراض”، وهي تعد امتداداً لأهداف الأمم المتحدة للألفية الجديدة ومبادرة “عَقد من اللقاحات.
كما أكد جيتس تلك التطلعات والطموحات التي حملتها قمة أبوظبي العالمية للقاحات في مقال آخر نشره بالاشتراك مع جوليان فانينو وزير التعاون الدولي الكندي الذي شارك في القمة، ونشرته الصحف الكندية في إطار تغطيتها للقمة التي رسمت خريطة طريق للبشرية للتخلص من شلل الأطفال، ونجحت في جمع أكثر من أربعة مليارات دولار للغاية النبيلة للمبادرة التي تتطلب توفير 5.5 مليار دولار للسنوات الست المقبلة.
لقد كانت القمة تجسيدا للنهج الإنساني لإمارات الخير والمحبة، بمد يد العون والمساعدة للمحتاجين في العديد من المجتمعات المحرومة والفقيرة. وجاءت مبادرة سمو ولي عهد أبوظبي بدعم برامج التحصين العالمية لاستئصال شلل الأطفال تأكيداً لذلك النهج، وكانت محور جلسات استضافها المجلس العامر لسموه، ومنها محاضرة لبيل جيتس في أكتوبر الماضي، وقدم فيها سمو ولي عهد أبوظبي مداخلة أكد خلالها كيف كان القائد المؤسس زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه “يحثنا جميعا على مساعدة الناس دون تمييز”.
كما استضاف المجلس العرض الأول لفيلم “رياح الخير” الوثائقي حول مهمة قوة الواجب بحرس الرئاسة في أفغانستان، حيث شاهدنا طبيبات إماراتيات يجبن قرى نائية أفغانية لمساعدة النسوة وتطعيم أطفالهن في بيئة تسجل أحد أعلى نسب وفيات الأطفال والنساء عند الولادة في العالم، وتعصف بصغارهن الأمراض جراء غياب برامج التطعيم الأساسية وفي مقدمتها التحصين ضد شلل الأطفال، إنها إمارات الخير تمد دوماً جسور الخير لأجل خير البشرية دون تمييز.



ali.alamodi@admedia.ae