معلمة زايد للقواعد الفقهية والأصولية، معلم في بيان الأصول وتبيان الفصول وبنيان المثل العليا التي جاء بها القرآن الكريم، وبهذا الجهد العظيم تنعم مؤسسة زايد للأعمال الإنسانية والخيرية على من يريد أن ينعم بنعيم ما جاء به الحق، وما فصله وحلله وفسره، في الحقائق التي لا تحتمل النسيان ولا البهتان، ولا عبث الإنسان.
هنا في هذا المَعْلم، تجد النفوس، الظمأى ضالتها وتتلاقى القلوب الملتاعة، لكشف المضمون من المكنون، كل ما يشفع وينفع ويرفع العقل عن متاهات، التشعب، والتسرب، والتنكب، والتهرب، من أصل الحقيقية الدينية، التي جاءت لتلم شمل الإنسان وتمنع عنه الطغيان، وتفتح أمامه آفاق المعرفة، بأصولها وفصولها، وحقولها، وحلولها، لتعطيه المعنى، في الآيات الكريمة بلا لبس ولا غبش، لتقدم له، ما يعنيه في هذه الحياة، كونه خليفة الله في أرضه، وتدفع عنه الغيم والظمأ، وظلمات الجهل، وعبوس الدهر.
معلمة زايد، موسوعة فقهية، جذرت معانيها، كوكبة من علماء جندوا أنفسهم لصد الغث من المفاهيم، ولرد الرث من التعاليم، وردع الكث من الأقانيم، وإعطاء الإنسان المسلم ما يفيده ويحصنه من عاتيات التنظير، وعاديات التأطير .. في هذه المعلمة، يجد من يريد أن يطهر ذاته من شوائب وخرائب، ومصائب وعواقب ونواكب وما علق في الأذهان من صخب ورغب ما يجعله أمام خريطة دينية زمنية، تضع في تضاريس الفقه الإسلامي، كل ما يعيش في القلب، وكل ما يسهب في توضيح المشهد الديني بشفافية الآية، وحميمية الرواية، وعذب المعنى، وجلاء الصورة .. في هذه المعلمة، الكلمة ذات النقاء، والنجمة ذات البهاء، والمضمون الذي يؤلف ولا يسف، يخفف ولا يعسف، ويضع بين يدي المتتبع، كل ما يشفي ويشف، وكل ما يكف ولا يكفي..
في هذه المعلمة، جهد لمؤسسة نذرت نفسها لأجل تشذيب الوجدان الإنساني، وتهذيبه وترتيبه، وتصويبه، والابتعاد به عن الزلل، والخلل، وسوء المِلل، وضغائن النِحل، وكل ما يحيق بالإنسان من جلل، أو عاتٍ مزنجل .. في هذه المعلمة تقدم مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية بالتعاون مع منظمة التعاون الإسلامي، ومجمع الفقه الإسلامي، ما يضيء الطريق، ويطفئ الحريق، ويسكت النعيق، ويُخرس النهيق، لأجل عالم إسلامي معافى مشافى من درن الانهيارات العقدية والمذهبية، ويفتح الأفق نحو إبداع في فهم العقيدة وتقصي معالمها وعوالمها، ولتصبح هذه المعلمة مرجعاً دينياً، وفكرياً وثقافياً، وكم نحن في أمس الحاجة إلى مثل هذه الصروح الفقهية، في زمن تداخلت فيه المفاهيم، وتعددت الفتاوى المغلوطة .. كم نحن بحاجة إلى مثل هذا القاموس الفقهي، لنتدبر أمورنا وتتبصر شؤوننا، ونفهم الدين على أصوله، ونجلبه من نخاع الفكرة القرآنية، لا من دعاوى من يدعون ويفترون، ويبعثرون ويعثرون.


Uae88999@gmail.com