أعلم أن المهمة صعبة، لكن متى كانت الأماني سهلة، ومتى كانت في متناول اليد؟أعلم أنكم ستدافعون عن حلمكم في أرض غريبة.. لكنكم من عودنا انتظاركم وفي أيديكم كل الأماني، جلبتموها من أراضٍ بعيدة.. عدتم من السعودية بأروع خبر وفي أيديكم كأس آسيا، وعدتم من مصر بأحلى أداء في كأس العالم للشباب وتواجد ضمن الثمانية الأوائل، وعدتم من الدوحة بلقب خليجي، ومن الصين بفضية الآسياد.أعلم أن أصحاب الأرض أقوياء ويرون أنهم كذلك أهل للحلم، لكنهم ليسوا أغراباً عنكم، وليست المرة الأولى التي تواجهونهم فيها، وهم أنفسهم من انتزعتم منهم كأس آسيا للشباب في الدمام، حين واجهتموهم في النهائي وحققتم مجداً غير مسبوق. وأعلم أن الحلم يمتد لعشرات السنين، ولكنه قدركم أن تكونوا أنتم من يلامسه، ويوشك على اقتطاف النجوم، فافعلوها واقتطفوا «نجمة الأولمبياد» يا أحلى الشباب ويا أروع الأبناء ويا أزهى أجيالنا في دنيا كرة القدم. اليوم، يا فرسان الأولمبي، كونوا كما أنتم، لا أقل ولا أكثر.. كونوا على طبيعتكم، فأنتم لستم أدرى بأنفسكم منا، فحين تدور رحى المواجهات الصعبة، أنتم لا ترون أنفسكم، فتنشغلون بما أمامكم، لكننا نحن من يراكم، ونحن من علق في صدوركم قلائد الأحلام مرات ومرات، وكان يعلم أن الرهان يستحق، وأن العزيمة قوية، لأنها من تراب هذا الأرض، تتسع لاحتواء الكثير، كاتساع صحرائنا، وأيضاً كاتساع صدورنا المشتاقة للذهاب إلى لندن، والمشاركة بالأولمبياد لأول مرة في تاريخنا. اليوم، يا فرسان الأولمبي، احترموا المنافس الأوزبكي، ولكن لا تخافوه، لكنه هو من يخافكم اليوم، فأنتم الأقرب، وأنتم الأحق، وأنتم من تجلسون على قمة المجموعة، بنقاطكم الإحدى عشرة، يكفيكم التعادل، ولكننا نريد الفوز، لأنكم لو سعيتم إليه، ولو لعبتم من أجله باعتباره خياراً وحيداً، ستحققون بإذن الله ما تريدون وما نريد. اليوم، وحين يطلق الحكم صافرة البداية.. هناك في طشقند، وفي أجواء لا نعلم كيف ستكون، ثقوا أننا بجواركم، فهناك من ذهب يمني النفس باصطياد الأماني، ومن يعيشون هنا، ينتظرون ويرقبون ويدعون لكم، مثلما كان حالهم في كل المهمات التي خضتموها من قبل. نتابعكم منذ سافرتم إلى تركيا، في معسكر الآمال والطموحات، واعتياد البرد، ونطمئن كل يوم على حلمنا الذي بات معلقاً بكم، لكننا أبداً لا نريد أن نثقل عليكم، فنحن نعلم أنكم أكثر شوقاً منا لهذا المجد، وأكثر سعياً منا للتواجد في الأولمبياد، لكنكم تعلمون أيضاً أنها خطوة باقية أو أقل، لكنها تساوي آلاف الأميال، ليس فقط بطول المسافة من هنا إلى لندن، ولكن أيضاً بطول وعرض وعمق 28 عاماً، قضيناها ننتظر، حتى ظننا أننا نخوض التصفيات من أجل الانتظار ومن أجل أن نكون رقماً في مجموعة، حتى جئتم، وقلتم كلمات وليس كلمة واحدة، وأصبحتم على مشارف إنجاز سيسطر بأسمائكم التي باتت أهلاً لكل جديد، وبات كتاب التاريخ الرياضي، يتوقف عندكم، ليؤكد أنكم جيل استثنائي، و«جياد أصيلة»، تنطلق وعلى صهوتها كل الأماني. كلمة أخيرة: قلوبنا معكم ودعاؤنا لكم وننتظركم في كل حال، لنقول لكم: «شكراً»، فيكفيكم أننا معكم نحلم. mohamed.albade@admedia.ae