ماكينات الدفع الرباعي الألماني، ليس لها حل، ولا يمكن مقارنتها بقوة الثيران الإسبانية، لذا صارت البطولة الأوروبية الأخيرة، وكأننا نلعب في الدوري الألماني، وبعد “كواترو- سيرو” برشلونه، و”كواترو - أونو” ريال، خلونا نرد على الثقافة أحسن لنا، وأبرك!
• ما يميز معرض أبوظبي الدولي للكتاب هذا العام وجود “صالونين أدبيين” بجهود سيدات فاضلات من نخبة المجتمع وصفوته، مثل “بحر الثقافة” و “الملتقى” هؤلاء السيدات الكريمات الفاعلات والرائدات في العمل الثقافي والمجتمعي أعطين للمكان مكانته، وللأروقة ألقها، وللزوايا دفئها، فهنيئاً للمعرض بذلك الدفق الاجتماعي، والمشاركة المجتمعية، فمثل تلك الأمور تجعله قريباً من الناس وما يريدون، قريباً فيما يخصهم من هموم وطنية، ومؤرقات تخص حياتهم الثقافية، فليس بالشركات وحدها يحيا المعرض!
• ثمة أنغام وموسيقى وإيقاعات وأصوات إنسانية نسمعها مساء كل ليلة تشدو في جانب من جنبات معرض الكتاب، وهو تقليد جميل أتمنى له الدوام والتنوع، فليس لمثل جلال حضور الموسيقى في ردهات الثقافة، وتردداتها في أركان المعرض، فهي تشكل الطرف المضيء من ثقافات الشعوب وحضاراتها، لذا علينا أن ننوع جغرافياً في حصيلة مثل هذه المشاركة، فمرة تحضر موسيقى الأنديز، ومرة الموسيقى الروحية الهندية، ومرة طبول كوريا أو قرب أسكتلندا أو صخب الفلامينغو الإسباني، مثلما هذه المرة كانت هناك إيقاعات بحر الخليج، وأهازيج صحرائه!
• من الأمور التي رأيتها في معرض الكتاب، وأثارت إعجابي، ولقت تقديراً رأيته في عيون الآخرين، مشروع “كتاب منك لهم” وهو صندوق كبير بجانب صالون “الملتقى” وهو من بنات أفكار الأخت أسماء صديق المطوع، يضع كل شخص زائر أو كاتب أو دور نشر كتاباً جديداً أو قديماً أو مستغنى عنه في ذلك الصندوق، وبعد نهاية المعرض ستصير تلك الكتب إلى نزلاء السجون كهدايا مغايرة علها تصنع شيئاً مختلفاً في تلك الرؤوس التي بعضها بالتأكيد يشعر بالندم، ويطلب الصلاح والهداية، كذلك هناك مشروع مشابه تقوم به “الغربية” كمؤسسة إعلامية وثقافية، بالتواصل مع دور النشر والجمعيات الثقافية للحصول على مكتبة متنقلة ومنوعة، ستصير تلك الكتب بعد انتهاء المعرض إلى بيوت المنطقة الغربية مجاناً، فأمر توصيل الثقافة إلى الباب وبطريقة مجانية أو تشجيعية، أمر محمود في ظل “توحد” المواطن العربي وعزوفه عن المعرفة، وإهمال جانب مهم في الحياة، وهي القراءة، وجعلها من مستلزمات اليوم للوثوب للمستقبل!
• لعل من مميزات المعرض الذي يشكر القائمين عليه، وعلى النهوض به سنة بعد سنة، وجود وتنوع الكتّاب والمثقفين المشاركين في فعاليات المعرض الثقافية الكثيرة، فليس مثل أن تجد أفكاراً ورؤى آتية من جهات الدنيا الأربع لتجد لها مساحة تقاطع هنا.. فللجميع هذا الشكر غير المنقطع لهذا الأسبوع الجميل!



amood8@yahoo.com