(أقول دون رهبة أقول دون زيف.. أموت لا أخاف أين أو متى وكيف! بغتة.. مستمتعا بأنجم السماء ليل صيف رصاصة في القلب، طعنة من سيف أموت في الظلام، في الزحام، تحت غفلة بساحل الطريق?حريق، غريق، أموت في سريري، كيفما يشاء لي مصيري? أموت لا أخاف، قدر ما أخاف، أن يموت لحظة ضميري..) محجوب شريف كانت هذه الكلمات مقطعا من كلمات الشاعر محجوب شريف، سمعته يلقيها و أنا أنتظر دوري في برنامج صباح الخير يا عرب. مباشرة الكلمات و عمقها حركت في نفسي أشياء و كيف لا وهو يتحدث عن الموت ولا يهابه ويخاف أكثر أن يموت ضميره. طريقة الإلقاء و عمق المعنى و أيضا اللحظة المناسبة تجعل للكلمات بريقا ينير أماكن الغفلة في أحاسيسنا. كنت أتحدث مع صديقي عن النهايات المريحة، عن أشخاص وصلوا خط النهاية ولا يهابون النهاية ، ينتظرون بهدوء، يحملون عمراً كاملا من الإنجازات، إنجاز إنساني يحملك لخط النهاية ، يقدمك على الكثير، ويستغنون هم عن الكثير، العمر لديهم الآن مجرد رقم، من مقعدهم ينتظرون لم يخسروا يوماً ضميرهم، لهذا في هذه الحياة المتعبة القصيرة عندما يموت ضميرك تخسر عمرك، العدالة يا سيدي في نفسك، قد تنجو من محكمة البشر لكن أين ستهرب من قاضي ضميرك؟ تحدثنا طويلا أنا وصاحبي عن التصالح مع النفس، عن من يستحق الاحترام، عن ثنائية الموت و الألم و النهايات المريحة وافترقنا كل منا يريد أن يكتب مقاله ويسلمه الليلة، لا أعلم ماذا وكيف سيكتب ، لكني أعلم ماذا سأقرأ. عندما رحل قلت في نفسي أغبطك يا صديقي أنت من ستكون له نهاية مريحة (“خلال الكبرياء نحن نقع في خداع أنفسنا. لكن بالتعمق تحت سطح الضمير، فان صوتا صغيرا هادئا يقول لنا شيئا ما غير صحيح”..) كارل يونغ نفسك تحدثك وضميرك يؤنبك هناك شيء غير صحيح! يقول فان جوخ: إن الضمير هو بوصلة الإنسان، أحيانا أنت لا تحتاج إلى الآخرين لتذكيرك هناك صوت في داخلك يقوم بذلك ويسافر معك العمر كله، يا لقسوة الضمير عندما يؤنبك، و ما أشد قسوتنا عندما لا نستمع لضمائرنا. لست وحدك! حتى و أنت وحدك ، الضمير هو الآخر، دائما معك لا مفر وسيبقى معك كل العمر، لكن الخوف كل الخوف كما قال شاعرنا أن يموت الضمير في غفلة لكن الأشد إيلاما رجوعه بعد الموت، في لحظات الضعف في النهايات حين لا تملك سلطة الاعتذار و لا قوة الغفران تستجديها من الآخرين، هناك من سيعطيك وهناك من سيتركك تكمل خط النهاية لوحدك.. مع ضميرك. ? jamal.alshehhi@gmail.com