تكريم من أهل الكرم للذين كرموا وقيموا وقوموا شجرة الحياة، والتي قامت واستقامت وبسقت وتنسقت وأينعت جذورها على تربة الود والسد، فأعطت بسخاء ومنحت بوفاء وظللت الطير وفيأت العابر والمثابر.
نخلة الإمارات المباركة، جذر في الأرض وفرع في السماء، وفرحة لطالب العز وحسن الانتماء.. نخلة الإمارات وهي تدلي بخصلات الينوع وعناقيد اليفوع محتفلة ببهجة وسرور بالذين لا يوفرون وقتاً ولا طاقة إلا من أجل أن تبقى النخلة رفيعة المعاني والمعالي، سامقة في سماء الله، مبتهجة بمن أسخوا ونثروا الرخاء والثراء للإنسان والشجر، وجعلوا الإمارات حقلاً وارفاً بالهناء وسعادة القلوب وصفاء الدروب.
جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر، أضحت علامة بارزة وشامة على وجنة الوطن، وتؤكد المعنى وتثبت المغزى وترسخ مبادئ وقيماً اعتنقها الإنسان في الإمارات، وعشقتها القيادة حباً وإيماناً بما لهذه الشجرة النبيلة من خصال الأوفياء ووصال الأتقياء ومفصل الحياة وجذع الوجود المتطلع إلى خلود وسؤدد.. جائزة خليفة لنخيل التمر، هي جائزة للوطن ووسام للفائزين بظفر الانتماء، نخلة العمر ومقلة النظر، هي التاج والسياج والتوق والشوق إلى نجاحات الأيدي المثابرة من أجل حياة عامرة بالنقاء والصفاء، وخضرة تزخرف الأرض بلون وفن وتلون العيون ببريق يليق بالمستوى الحضاري الذي تبوأته بلادنا بفضل الإمكانات الوافرة والطاقات الزاخرة بالحيوية والحياة.
جائزة خليفة لنخيل التمر، هي الأنشودة وهي القلادة وأيقونة الحياة في مناطق الذهن والشعور، هي التغريد والقصيد والعقد الفريد وبيان التبيين لقيادة آمنت بأن من زرع حصد، ومن حصد نام قرير العين هانئاً بلا حاجة ولا عوز.. جائزة خليفة لنخيل التمر تضع الإنسان أمام مسؤولياته والتزاماته تجاه الحاضر والمستقبل، وتؤسس لمجتمع بشري يضع البيئة في المقام الأول ضمن أولوياته وأهدافه وطموحاته من صناعة مجتمع آمن من التلوث مؤمَن من الفقر والقتر، قادر على صياغة نسيجه الاقتصادي والاجتماعي، بالاعتماد على طاقات الطبيعة المتاحة، مقتدر على مواجهة تحديات الآتي.
جائزة خليفة لنخيل التمر، لم تعد حفلاً ولا حقلاً محلياً، بل تجاوزت مدى الدائرة الصغيرة لتصل بعذوقها الندية إلى أرجاء الكون، حاملة عشبها وعشقها إلى قارات العالم، متحملة عبء الحب لأجل اتساع الدرب، وتأكيد الخصب بقناعة راسخة أن النخلة نبت التراب، أم الإنسان ونسله وفصله وأصله.. جائزة خليفة لنخيل التمر حلم الإنسان الذي تحقق على أرض الإمارات الطيبة.


marafea@emi.ae