حالة الفرح التي تعم البلاد والشارقة ابتهاجاً بعودة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، متّعه الله بالصحة والعافية وطول العمر، بعد أن منَّ الله عليه بالشفاء بعد إجراء عملية جراحية في فرنسا، تحمل العديد من الدلالات الوطنية والسياسية، والتي لابد من الإشارة إليها في هذا المقام للتأكيد على أن دولة الإمارات العربية المتحدة في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وقائد مسيرة التمكين، تتمتع بنسيج اجتماعي ووطني قوي أساسه التلاحم العظيم بين القيادة والشعب، هذا التلاحم الذي نراه ويمثل أمامنا في كل مناسبة وطنية أو اجتماعية يتعاظم يوماً بعد يوم لأنه مبني على أساس متين أرساه الأب المؤسس رحمه الله الذي كرس معادلة سياسية غير مسبوقة في التاريخ الحديث تقوم على أساس أن الدولة أو الوطن ما هو إلا أسرة كبيرة مترامية الأطراف بأفراد مجتمعها ومدنها وقراها وحواضرها وبواديها، وأن رئيس الدولة هو رب هذه الأسرة يتصل مع أفرادها يتألم لألمهم ويعمل على مداواته وبلسمته، ويفرح لفرحهم ويعمل على جعل كل أيامهم سعادة واستقراراً وطمأنينة، ويلبي متطلباتهم ويستمع إلى آرائهم.
وصاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله، وإخوانه أصحاب السمو الحكام حفظهم الله يكرسون وبشكل عملي هذه المعادلة الأبوية والأسرية، فالعلاقة بين الحاكم وأبناء شعبه علاقة أسرية، قبل أن تكون علاقة رئيس أو حاكم بالشعب، وهذا المفهوم السياسي الفريد من نوعه للعلاقة بين الحاكم والرعية نقل الإمارات لتصبح المواطنة والمشاركة والتواصل أساساً لهذه العلاقة، فالحاكم على اتصال وتواصل يومي مع أبناء أسرته الكبيرة سواء في مجلسه المفتوح بشكل دائم لكل المواطنين أو من خلال الجولات المستمرة التي يقوم بها الحكام لتفقد أحوال المواطنين والاطمئنان على أوضاعهم وتلبية احتياجاتهم.
ويجسد صاحب السمو حاكم الشارقة متّعه الله بالصحة والعافية هذه المعادلة منذ أن تولى مقاليد الحكم في إمارة الشارقة وحقق لهذه الإمارة مكانة متميزة بين شقيقاتها في إمارات الاتحاد العظيم لدولة الإمارات العربية المتحدة، وقد أصبحت الشارقة في عهده الميمون، المدينة الباسمة، عرين العروبة وعاصمة البلاد الثقافية، وعاصمة الفنون والآداب والشعر، وتلازم هذا الإنجاز الثقافي الذي تتميز به الإمارة الباسمة، مع نهضة حضارية غير مسبوقة طالت كل مناطق الإمارة، خصوصاً أن الإمارة وهي تدخل العقد الثالث بجدارة وامتياز أصبحت من المدن الأولى في المنطقة لجهة التخطيط الحضري الذي يعتمد الامتداد الأفقي الذي يتيح وصول التطور الحضاري والعمراني لكل شرايين الإمارة، مدنها وحضرها وريفها، ويضمن سلاسة التواصل بين مدينة الشارقة ومناطقها وحواضرها وبواديها.
هذه الفرحة التي تعم البلاد أمر طبيعي لأبناء يستقبلون والدهم بعد رحلة علاج والحمد لله تكللت بالنجاح، أبناء لم يتعودوا على غياب الأب عنهم، وخرجوا بعفوية وحب وشوق لاستقبال سلطان “حفظه الله”، ليهنئوه بسلامة العودة إلى أرض الوطن الغالي ويقولوا له “نحبك وقلوبنا معك حفظك الله ورعاك” لتواصل مسيرة الخير والعطاء والنماء للوطن والأبناء.
حفظ الله إماراتنا وشعبنا وقائد مسيرتنا وحكامنا الكرام.


m.eisa@alittihad.ae