الفَرَزْدَقُ: الرغيف، وقيل: فُتات الخبز، وقيل: قِطَع العجين. واحدته فَرَزْدَقَة، وبه سمي الرجل الفَرَزْدَق شبه بالعجين الذي يسوِّي منه الرغيف. دخل الفرزدق على سليمان بن عبدالملك فقال له‏:‏ من أنت وتجهم له كأنه لا يعرفه‏:‏ فقال له الفرزدق‏:‏ وما تعرفني يا أمير المؤمنين؟ قال‏:‏ لا، قال‏:‏ أنا من قوم منهم أوفى العرب، وأسود العرب وأجود العرب وأحلم العرب وأفرس العرب وأشعر العرب.‏ قال‏:‏ والله لتبينّن ما قلت أو لأوجعن ظهرك ولأهدمن دارك قال‏:‏ نعم يا أمير المؤمنين أما أوفى العرب فحاجب بن زرارة الذي رهن قوسه عن جميع العرب فوفى بها‏:‏ وأما أسود العرب فقيس بن عاصم الذي وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبسط له رداءه وقال‏:‏ هذا سيد الوبر. وأما أحلم العرب فعتاب بن ورقاء الرياحي، وأما أفرس العرب فالحريش بن هلال السعدي.أما أشعر العرب فأنذا بين يديك يا أمير المؤمنين فاغتم سليمان مما سمع من فخره ولم ينكره وقال‏:‏ ارجع على عقبيك فما لك عندنا شيء من خير‏.‏ فرجع الفرزدق وقال‏:‏ أتيناك لا مـــن حاجـــة عـــرضت لنا إليك ولا مــــــن قلة في مجاشــــــع وروي: وَما ساقَها مـــــن حاجَةٍ أجْحَفَتْ بهَ إلَيْكَ، وَلا مِـــــــــــنْ قِلّةٍ في مُجاشِعِ وبينما كان الفرزدق والأخطل وجرير يسامرون سليمان بن عبد الملك ليلةً، أكبّ سليمان، فقالوا: نَعس أمير المؤمنين، وهمّوا بالقيام، فقال لهم سليمان: لا تقوموا حتى تقولوا في هذا شعراً، فقال الأخطل: رَمـاه الكَـرى فـي رأســـــــــه فكأنّـه صَرِيع تــــــــروَّى بين أصحابه خَمْرا فقال له: ويحك! سكران جعلتَني ثم قال جرير بن الخَطَفي: رماه الكَـرى فـي رأســــــــه فكأنمـا يــــــرى في سواد الليل قُنبرةً حَمْرا فقال له: ويحك! أجعلتَني أعمى. ثم قال الفرزدق بعد هذا: رماه الكَرى في رأســـــــــــــه فكأنما أَمِيمُ جَــــــــــلاميدٍ تَركْـن بـه وَقـرا قال له: ويحك! جعلتني مَشْجوجاً. ثم أذن لهم فانقلبوا، فحيّاهم وأعطاهم. قال هاشم بن القاسم العنزي : جمعني والفرزدق مجلس فتجاهلته وقلت له : من أنت ؟ قال : أما تعرفني ؟ قلت : لا. قال : فأنا أبو فراس، قلت : ومن أبو فراس ؟ قال : أنا الفرزدق ، قلت : ومن الفرزدق ؟ قال : أو ما تعرف الفرزدق ؟ قلت : أعرفه إنه شيء يتخذه النساء عندنا يتسمن به وهو الفتوت . فضحك الفرزدق وقال : الحمد لله الذي جعلني في بطون نسائكم. Esmaiel.Hasan@admedia.ae