طارت الطيور بأرزاقها، عندما اختارت درع الدوري أن تذهب إلى أصدق عشاقها، ولم يعد متبقياً للفرق المشاركة في البطولة الآسيوية سوى أن تقاتل للدفاع عن حظوظها، وأن تفك طلاسم التأهل إلى الدور الثاني وتكتشف غموضها، وتتفاوت هذه الحظوظ من فريق إلى آخر، ولكن تبقى الآمال موجودة بتأهل أكثر من فريق إماراتي إلى دور الـ16. يبقى النصر هو الوحيد الذي تلاشت آماله، ولا يزال “صفر النقاط” هو كل رأسماله، ويلعب آخر مباراتين بلا ضغوط، بحثاً عن نتيجة إيجابية والفوز الأول، ولاكتساب المزيد من الخبرات من أجل غدٍ أفضل، ومشاركة أكثر حيوية وفعالية في المستقبل. أما الشباب، فيستضيف لخويا القطري، ولا يزال الأمل باقياً موجوداً، وإن كان ضئيلاً ومحدوداً، ويجب التمسك بتلك الآمال وإن كانت واهية، ومسألة تأهله من عدمها متعلقة بخدمات يحصل عليها من الفرق الأخرى، ولكن عليه أولاً أن يخدم نفسه بنفسه، ويحصل على نقاط باختاكور ومن قبله لخويا، ثم ينتظرعل وعسى أن تأتيه الهدايا. وبالنسبة للجزيرة، فقد تكون مهمته عسيرة وحظوظه ضئيلة، ولكنها ليست مستحيلة، وعليه أن يستعيد ذكريات النسخة الماضية، عندما كان أول فريق يتأهل إلى الدور الثاني على صعيد القارة، وعندما خرج من ذلك الدور بضربات الترجيح ودونما خسارة، والأهم أن على اللاعبين استعادة شخصية الجزيرة فقد طال الغياب، وعندها فقط لن تصعب عليه نقاط تبريز، أو حتى الشباب. أما العين، فقد حسم بطولة الدوري في الوقت المناسب، وبات اليوم متفرغاً لمطاردة حلمه القديم، والعرش الآسيوي الذي لا يليق سوى بزعيم، يظهر العين اليوم أمام الهلال في الرياض ليقود مساعينا، ويحمل أمانينا، فلربما ينسينا سنوات الإخفاق والخيبة، ومشاركات أضعنا فيها مكتسباتنا وفرطنا بالهيبة، وكلنا ثقة في قدرة الزعيم على إدارة المباراة وحسن التعامل، ولا نشك في زحف جماهير الإمارات خلف ممثلها وقيامها بالمؤازرة والتفاعل، ولا نطمع سوى بنقاط المباراة، ولن نحزن كثيراً إذا ما خرجنا بنقطة التعادل. هذه الفرق تمثل الإمارات ولا تمثل أنفسها، الفوز يسجل باسم الدولة وكذلك الخسارة، ولا أصدق أن هناك من يتمنون خسارة فرقنا في الآسيوية لأسباب تنافسية، ولن أجد لهذه الفئة مبرراً أو سبباً، فقد شذت أطروحاتها وأعماها التعصب، وليكن في معلومهم أن فرقنا التي تشارك خارجياً لا تحمل أحلامها بقدر ما تحمل أحلام الشعب. مسك الختام: «يا مدور الهين ترى الكايد أحلى»، واسألوا العين، ليخبركم عن الفارق بين اعتلاء عرش القارة وعرش دوري المحترفين. Rashed.alzaabi@admedia.ae