وقعت خلال الأسبوع الماضي حادثة جديدة خلال نقل إحدى الطالبات من المدرسة إلى منزلها، الحادثة ليس لها مبرر ولا تعليق سوى الإهمال واللامبالاة ورمي الأخطاء على الآخرين، فهناك طالبة في المرحلة الابتدائية في عمر الزهور تدرس في إحدى المدارس النموذجية، خرجت تلك الطالبة في طابور برفقة زميلاتها وبإشراف معلماتها إلى الحافلات للعودة إلى منازلهم، وبالخطأ ركبت تلك الطالبة في حافلة غير تلك المخصصة لمنطقتها السكنية، وحينما شاهدت الطالبة أن الطريق غير ذلك الذي اعتادت عليه أبلغت المشرفة في الحافلة أن طريق منزلها غير ذلك، وطلبت منها تمكينها من الاتصال بذويها. إلا أن المشرفة للأسف رفضت، وطلبت من الطالبة الجلوس والالتزام بالهدوء لحين الانتهاء من توصيل كافة الطالبات، ما زاد مخاوف تلك الطالبة من الوضع الذي وجدت نفسها فيه، وبعدها اضطرت للنزول مع إحدى الطالبات إلى بيت ذويها لتقوم بدورها بالاتصال بأبيها حتى تخبره بما حدث لها ويأتي لنقلها للبيت. طبعاً كل تلك القصة التي جعلت الطالبة تتأخر عن موعد رجوعها للبيت، وكان أهلها قلقين على ابنتهم، وكانوا قد ذهبوا للمدرسة ليعلموا أنها خرجت منها، وأنه لا توجد في المدرسة ولا طالبة، ما زادهم خوفا على ابنتهم التي لم ترجع للبيت. المصيبة أن إدارة المدرسة لم تعترف بالخطأ الذي وقع، ولم تعترف بالتقصير الحاصل والإهمال الجاري الذي كاد أن يخلق أزمة لتلك الأسرة، لولا رعاية الله، واكتفت وكيلة المدرسة برمي اللوم على المواصلات التي بدورها تنقل الطالبات، معللة ذلك بأن المشرفين بالحافلات يعملون مع كادر المواصلات، وليس للمدرسة أي سلطة عليهم. وهنا أتساءل لماذا لم تأخذ الوكيلة شكوى أهل الطالبة على محمل الجد؟ ولو كانت تلك الواقعة حدثت لإحدى بناتها هل سترضى بسماع كلمة «نحن آسفون، ليس لنا علاقة مشكلتكم مع المواصلات»، أم أنها ستقلب المدرسة رأساً على عقب، هذه المشكلة ينبغي ألا تمر مرور الكرام، وتكون جرس الإنذار لتلك المدرسة لتشديد رقابتها على ركوب الطالبات في الحافلات الصحيحة المخصصة لهم. المشكلة هذه كادت أن تتسبب في عدة أمور لا سمح الله، فلماذا الإهمال؟ ولماذا الابتعاد على دائرة المسؤولية؟ والاكتفاء بتوجيه أصبع الاتهام للآخرين، لماذا لا تفتح تلك المدرسة تحقيقاً لمعرفة السبب الرئيس الذي أدى لذلك الخطأ، وتحمل المسؤولية، ومحاسبة المقصرين، حتى لا يقع فلذات أكبادنا في شر. وفي النهاية، لابد من أن يتحمل كل منا مسؤولياته، وتحديد الشخص المسؤول عن ذلك التقصير، والذي أثر على نفسية تلك الطالبة وزاد قلبها خوفا من تلك المدرسة وحافلاتها. halkaabi@alittihad.ae