الحياة مليئة بالدروس والعبر، وتجارب في شتى الأشكال والصور، والنجاح في الحياة يتطلب الاطلاع على ما يفعله الآخرون، وعلى ما يجري هنا وهناك، سواء كان في الداخل أو الخارج من حولنا، لعل وعسى أن نستفيد من تجارب الناجحين ونحذو حذوهم، ونتعلم من أخطاء الفاشلين حتى نتجنبها، فالحياة عبارة عن خبرات متراكمة، لذا يسعدني أن أقدم لكم هذه المعلومات العامة. المعلومة الأولى أن نادي الفتح السعودي ميزانيته لا تتجاوز 20 مليون درهم سنوياً، أي أقل من ميزانية لاعب أجنبي واحد بأحد أندية المنتصف في دورينا، وأقل من معظم ميزانيات أندية المحترفين هنا، ولا أتحدث عن الأندية التي تسعى للمنافسة على البطولة، بل وأقل من بعض ميزانيات الأندية الموجودة في دوري الدرجة الأولى، علماً أن نادي الفتح ينفق من هذه الميزانية على قطاع الكرة، وكذلك للإنفاق على خمسة ألعاب أخرى. المعلومة الثانية، هي أن القيمة الإجمالية لعقود لاعبي نادي الفتح الأجانب لا تتجاوز 5 ملايين درهم، أي أنها تساوي قيمة عقد لاعب في أحد أنديتنا تم الاستغناء عنه بعد 5 مباريات، أو قيمة عقد لاعب آخر يجلس معظم مباريات الفريق على دكة الاحتياط، أو لتغطية تكاليف مدرب في أحد أنديتنا ساءت نتائجه وتمت إقالته في منتصف الموسم. المعلومة الثالثة، هي أن مدرب نادي الفتح وهو فتحي الجَبّال تونسي الجنسية، أي أنه يتحدث اللغة العربية، وهو يدرب الفريق منذ عام 2008، أي أنه أقدم من أي مدرب موجود في جميع أندية دوري المحترفين أو دوري الدرجة الأولى هنا، فهو الذي قاد الفتح من الدرجة الأولى إلى المحترفين، ورغم ذلك لم يتم الاستغناء عن خدماته، وقبل ثلاثة مواسم لم يتمكن من الانتصار سوى في 4 مباريات من آخر 20 مباراة خاضها مقابل 11 خسارة وخمسة تعادلات، ومع ذلك لم تتم إقالته. المعلومة الرابعة، هي أن الكونغولي دوريس سالومو لاعب نادي الفتح، تم التعاقد معه قبل 3 سنوات بمبلغ لا يتجاوز 300 ألف دولار، علماً أن هناك أندية إماراتية ولا أستغرب الأمر، كانت تسعى للتعاقد معه بضعف هذا السعر، وأنه عندما جاء إلى الفريق كانت بدايته متواضعة ولم يسجل سوى 8 أهداف في موسمه الأول، و10 أهداف في الموسم الثاني، ومع ذلك تم تجديد عقده لموسمين إضافيين، واليوم هو ثاني هدافي الدوري السعودي برصيد 16 هدفاً. معلومة أخيرة: نادي الفتح هو بطل الدوري السعودي للمحترفين في الموسم الحالي. Rashed.alzaabi@admedia.ae