“الزعيم” بطل للنسخة الخامسة من دوري المحترفين وبطل للمرة الحادية عشرة، ولكن ما الجديد هذه المرة؟، وأين هو ذلك المنافس الذي يحق له أن يشعر بالحسرة؟ بالتأكيد لا أحد، فقد رسم العين لوحة البطولة، منذ تلك الخسارة القاسية على ملعبه أمام الأهلي في أول جولة، ومن ينسى تلك اللقطة؟، عندما جمع الغاني جيان زملاءه في منتصف الملعب ليشد من أزرهم، وليخبرهم ويطمئنهم، وكأنه يرى رؤية العين هذا المشهد الذي رأيناه بعد مباراة دبي، مشهد الفرحة ورقصة النصر وكبرياء الأبطال، ورغم كل هذا عاد النجوم إلى ملعب التدريب، فليس هناك وقت للاحتفال. في الموسم الماضي قلنا إن كل الطرق تؤدي إلى العين، وفي هذا الموسم لم يختلف الأمر كثيراً، وفي بطولة الدوري لم يكن هناك من يملأ ويبهج العين سوى فرقة العين، وبعد خسارة الافتتاح، وجولة تلو الجولة، لم تكن سوى مسألة وقت، إلا والبطولة انتهى أمرها وحسمت، ويبدو أنه موسم لاستعراض القوة وتذليل الأرقام، والخبر اليقين سيكون عندما تحين لحظة الختام، وسأخبركم عندها كم رقم تهاوى وسقط، وكان قبل هذا صامداً غير قابل للتحطيم، وكأنه ينتظر الأوامر وصدور تعليمات الزعيم. جاء الإنجاز العيناوي الجديد عن استحقاق وجدارة، وتكاملت منظومة العمل من جماهير ولاعبين وأجهزة فنية وإدارة، جاء الإنجاز لينتصر لروح عمل الفريق الواحد وخلية النحل، فالكل كان يقوم بدوره على أكمل وجه، لذا لا نستغرب قدرة العين العجيبة في الانتقال من حال إلى حال، حال الفريق الذي كان مهدداً بالهبوط قبل عامين إلى بطل لموسمين متتاليين، وحال الفريق حامل اللقب الذي تعرض لهزة في البداية مقياسها “6 ريختر”، ثم تمكن من الحفاظ على اللقب قبل الختام بأربع جولات وليستحق لقب “الزعيم الحادي عشر”. لا وقت للاحتفال، فلا زال هناك الهلال، ومن بعده الاستقلال، والطموح العيناوي أكبر بكثير من المنصات المحلية، فهو خير من يمثلنا في المحافل الخارجية، ومثلما أهدى الزعيم جماهيره درع الدوري، كذلك جماهير الإمارات تنتظر الهدية، تنتظر البطاقة الآسيوية، تنتظر من يرد لها الاعتبار، وفريقاً إماراتياً يرفع رايتها بين الكبار، فلتؤجلوا المسيرة، حتى يتفتح البنفسج في القارة الصفراء وينتشر عبيره، وفي دوري أبطال آسيا كلنا عشاقه وكلنا جماهيره، فليس لكرة الإمارات وليس لنا ممثل غيره، فهو من يمتلك الروح، وهو من لا يحده الطموح، إذا فلتنسوا مؤقتاً فرحة الدرع ولا تفكروا في الاحتفال، إلا بعد مباراة الهلال ومن بعده الاستقلال. راشد إبراهيم الزعابي | Rashed.alzaabi@admedia.ae