لليمن مكانة خاصة في قلوبنا جميعاً نحن العرب، ونتمنى من خالص قلوبنا جميعاً أن يعود “اليمن السعيد” سعيداً كما كان في سالف الأيام بحكمة أهله اليمانية. قال العرب من الشعر ما يجعل منهم أهل الشعر بحق، وقيل الشعر في كل المعاني والأغراض، وما زال جل هذا الشعر خالداً إلى أيامنا، فهذه معلقات العصر الجاهلي، نقرأها ونحفظها إلى أيامنا هذه، واشتهرت قبيلة كندة بالحكمة وهي من أعرق القبائل اليمنية، موطنها حضرموت وفيها بيت الملك وسادت حقباً من الدهر، لم تعبد في الجاهلية الأصنام ولم تقسم بالأزلام، وفدت وفودها على الرسول (صلى الله عليه وسلم) طائعة مسلمة، وقال فيهم (ألا أخبركم بخير قبائل العرب ؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال: السكون سكون كندة). عرف المقنع الكندي محمد بن ظفر بن عمير بن.... ابن معاوية بن كندة وينتهي نسبه إلى يعرب بن قحطان، بالمقنع بسبب تلثمه خوفاً من العين لفرط جماله وبهاء حسنه، وهو شاعر من العصر الأموي، ويمتاز شعره برصانة الأسلوب وانتقاء الألفاظ والمفردات الشعرية بعناية فائقة، ولا يكاد يخلو كتاب من كتب الأدب المشهورة من قصيدته ذائعة الصيت التي يرد بها على بني قومه حينما عاتبوه على كثرة إنفاقه والاستدانة في سبيل ذلك: يعاتبني في الدَّيــــــْن قومـــــــي وإنما ديـــــــــــوني في أشيـــــاء تكسبهم حمدا ونشأ المقنع كريماً، فكان متخرقاً في عطاياه، سمح اليد بماله، لا يرد سائلاً عن شيء حتى أتلف كل ما خلفه أبوه من مال، وأحب ابنة عمه عمرو فخطبها إلى إخوتها، فردوه وعيّروه بتخرقه وفقره وما عليه من الدين؛ فقال هذه الأبيات: ما قـــــــــلّ مالي إلا زادني كرمـــــــــــاً حتى يكـــــــون بــــرزق الله تعويـــضي والمال يــــرفع من لـــــــــــولا دراهمه أمسى يقلب فينا طـــــــــرف مخفوضِ ها هو ينفق ماله من شدة كرمه، بل ويستدين ليقضي حوائج الناس، وما أجملها من فلسفة ونظرة حياتية نحتاج إليها كثيراً في أيامنا! أســــــدُّ به ما قـــــــد أخلّوا وضيّعـوا ثغور حقوق مــــــــا أطاقـــــوا لها سدّا فما زادنـــــــــي الإقتار إلا تقرّبـــــــــا ومــــــــــا زادني فضل الغني منهم بعدا وإن الـــــذي بيني وبين بني أبـــــــــي وبين بني عمي لمختلف جـــــــــــــــدا أراهــم إلى نصري بطاءون هـــــــــــــم دعـوني إلى نصر أتيتهم شـــــــــــــــدّا Esmaiel.Hasan@admedia.ae