استوقفني خبر عن وزارة البيئة حول نيتها إصدار قانون اتحادي لترشيد استهلاك المياه والكهرباء خلال الفترة القادمة، للمساعدة في المحافظة على هذه الموارد الثمينة، وتنظيم استخدامها بين المستهلكين من خلال وضعها في إطار قانوني يبين للجميع ما لهم وما عليهم عند التعامل مع موارد الطاقة. لاشك أننا بحاجة إلى وجود مثل هذا القانون لأنه يقدم خريطة طريق تساعد على الترشيد، خاصة وأننا في الوقت الحالي نكتفي بحملات التوعية وتشجيع الناس على الترشيد، وانتظار مبادراتهم الخاصة في هذا المجال، وحملات التوعية وإن كانت مطلوبة لكنها ليست كافية، إذا لابد من جود قوانين تحكم هذا الموضوع خاصة وأننا نتحدث عن المحافظة علي مصادر ثمينة واستراتيجية مثل الكهرباء والماء، لا ينفع ترك أمر المحافظة عليها للمبادرات الخاصة وأهواء الأشخاص ورغباتهم، من يعي منهم أهمية الترشيد يسعى للمحافظة على مصادر الطاقة، ومن لا يعي يضرب بالترشيد عرض الحائط ويتصرف وكأنه يغرف من كنز لا يفنى. لا أدري بالضبط على ماذا سيحتوي القانون، لكن أعتقد أنه سوف يسير على درب المشروع الوطني لمعايير الإضاءة والمرفوع حاليا لمجلس الوزراء، هذا المشروع يهدف إلى رفع كفاءة استخدام المصابيح بالمنازل عن طريق إلزام الأفراد باستخدام المصابيح الموفرة للطاقة بدلا من المصابيح العادية. على هذا الأساس نتمنى أن نرى بعض الأمور الملزمة في القانون، بأن يحتوي على نوع من الإلزام باستخدام المنتجات الموفرة للطاقة، وتحويلها إلى خيار أول بين المستهلكين، ورغم أن هذه الأجهزة سجلت تطورا مستمرا في أدائها إلا أن أسعارها العالية ما زالت تحول بينها وبين الانتشار بين المستخدمين، وهذه النقطة تحتاج إلى حل، إما عن طريق توفير دعم لهذه السلع لأن وجودها أصبح من الضرورات وليس الكماليات، ونسمع أن هناك دولا مثل ألمانيا تقوم بتوفير دعم في مثل هذه الأمور لتشجيع الناس علي الإقدام عليها مثل توفير حسومات سعرية وخصومات ضريبية لتقليل فارق الأسعار بينها وبين السلع العادية. أو عن طريق التوصل إلى اتفاقات حصرية مع الشركات المنتجة لتقديم أسعار أكثر تنافسية سواء كانت بالنسبة للأجهزة الكهربائية أو حتى السيارات الهجينة، تساعد على زيادة الإقبال على هذه النوعية من المنتجات الصديقة للبيئة والمساعدة على الترشيد. وختاما أي قانون لا يكتمل إلا بتضمينه عقوبات للمخالفين والمتجاوزين، وفي هذه النقطة لا أدري ما هي إمكانية وجود نوع من العقوبات التي يمكن أن تردع غير المبالين باستخدام موارد الطاقة، ممن يتسببون بالكثير من الهدر، حيث تجد بعض الأفراد استخدامهم الشخصي للماء والكهرباء يفوق استخدام "فريج" كامل، وهذه الفئة للأسف لا تنفع معها حملات توعية ولا غيره وتحتاج إلى طرق أخرى لحثها على الالتزام بمفهوم الترشيد . salshamsi@admedia.ae