هي أيام نقضيها وعيوننا معلقة خارج الحدود حتى لو كنا داخلها، فبينما يستعد منتخبنا الأولمبي للمواجهة الأوزبكية في طشقند، يبدأ عدد من أنديتنا مهمات آسيوية وخليجية، بطموح جديد، يضع في الاعتبار دروس الماضي القريب، من أجل عدم تكرارها، خاصة أن أنديتنا يمكن القول إنها باتت أكثر خبرة ودراية بمجاهل القارة الصفراء، وكيف تتعامل معها. اليوم، يبدأ الجزيرة، بطل الكرة الإماراتية حتى الآن، مشواره في دوري الأبطال بلقاء ناساف الأوزبكي في مباراة صعبة بلا شك، خاصة أنها تقام خارج الحدود، وأمام فريق لا يستهان به على الإطلاق، ولكن في المقابل، لا بد أن ندرك أن فريقنا لا يستهان به، فإضافة لكونه حامل لقب الدرع الذي أمد لاعبيه بشحنات تختلف كلياً عما سبقها، فإن في صفوفه مجموعة من اللاعبين أصحاب القوة، سواء البدنية أو الفنية، ولديهم من الخبرات ما يعينهم في هذه المباراة التي يدشنون بها مشواراً جديداً، يأملون أن يكون مختلفاً في كل شيء. والجزيرة بما يملكه مؤهل للمضي في هذه البطولة، إلى نقطة بعيدة، خاصة أن ما شهدته النسخة الأخيرة، أثبت أن البطولة ليست مرعبة بهذا الشكل الذي جسدناه بداخلها، وبالطبع لا أعني أنها ضعيفة، ولكن فوز السد القطري بلقبها، كشف لنا أنها ممكنة، ولا يجب أن تتوقف حدودنا فيها على مجرد الطموح بالتأهل للأدوار المتقدمة، وإنما من البداية، عليك أن تضع اللقب هدفاً، فالسد الشقيق، أسدى من وجهة نظري خدمة جليلة لكل الأندية في غرب القارة، بأن همنا أبداً «ليس شرق»، لكنه فينا بالأساس، وأنه إذا صحت الإرادة ورافقتها العزيمة، فلا يوجد مستحيل، ولا ننسى أيضاً تجربة نادي الإمارات، الذي تمكن في ظل ظروف قاسية، وفيما هو يلعب بالدرجة الأولى في تقديم عروض رائعة كانت محل إشادة كل المتابعين. أما بني ياس، الذي يكتب اليوم أول سطر في دوري الأبطال، والذي كانت له تجربة سابقة في الأجواء الآسيوية، لكنها في محفل مختلف، فعلى الرغم من الغيابات إلا أنه قادر على تحقيق بداية جيدة، وهو يواجه العربي القطري بالشامخة، كما أن «المد الأولمبي» الذي جاءه بالسماح للاعبيه حبوش صالح ومحمد جابر، بالمشاركة معه، قد يفيده إلى حد بعيد، ولكن عليه أن يدرك أنه يواجه منافساً قطرياً يمثل حالة خاصة في البلد الشقيق، فهو من أكثر أندية قطر جماهيرية مع الريان، ومدربه القطري عبدالله سعد، راغب في إثبات وجوده، في ظل حالة من التأرجح ترافق مسيرته مع «الأحلام»، وبالرغم من «مزاجية» العربي، الذي يكون تارة في «العلالي» وأخرى «في النازل» إلا أنه في كل الأحوال، منافس خطير، لكن بالإمكان أن نزعم أنه الخيار الأهدأ للسماوي في مجموعته بدوري الأبطال، ولذا فلا بديل عن الفوز عليه ليحصل الفريق على ثلاث نقاط، سيعرف قيمتها كلما سار في البطولة، وسيعرف قيمتها، وهو في طشقند أو جدة أو الدوحة. أيضاً، لا ننسى المهمة الخليجية، التي يخوضها الوحدة مع العربي الكويتي، والوصل مع النهضة العُماني، فكل التوفيق للرباعي، ونتمناه يوماً إماراتياً في أجواء آسيا والخليج. كلمة أخيرة: أول كلمة تظل الأهم والأغلى والعنوان mohamed.albade@admedia.ae