الهزات اللواحق لزلزال إيران، والذي شعر به سكان الإمارات دونما أي إصابات، يجب أن يكون مدخلاً لتحسب أي ظروف طارئة أو حوادث مباغتة أو كوارث طبيعية يمكن أن تهب علينا دون أن نحتسب، لذا وجب علينا نشر الوعي مبكراً تجاه مثل تلك الحوادث، وتثقيف الناس، وإرشادهم للتصرف الصحيح حيال ما يصادفونه في حياتهم من مفزعات، ولا يجب أن نتناسى الأمور، ونسوفها، ونتركها حتى تقع ثانية، ولا نتعظ من الأولى، نحن لا نطالب أن تتعامل معنا الجهات المعنية، كما يتعامل الشعب الياباني الذي تكثر في بلاده الزلازل والأعاصير، بتزويده بمحفظة فيها كل ما يلزمه لأسبوع، تماماً كما يزود رائد الفضاء في رحلته، بصراحة هذه بعيدة عن شواربنا، وخلّونا في كتيبات إرشادات السلامة، وطرق التوجيه البسيطة، لا نريد أن نسمع كما سمعنا من بعض العائلات، حينما شعروا بردات الزلزال، قالوا: “يا الله يا أولاد اخرجوا برع تفرجوا على الزلزال شويه! أو كما كان يحسب أهلنا الأولون، المبنية بيوتهم من جريد النخل والعرش حينذاك، هزات الزلازل: “ما هزرنا إلا “كريديه” خاطفة، وإلا شيء من دعاسج هالإنجليز”!
ما ضر الجهات المسؤولة عن مدارس التعليم أن تشترط وضع الكاميرات الأمنية حفاظاً على سلامة أبنائنا الصغار من أي سوء أو مكروه يراد بهم، وضمان سلامتهم ومراقبتهم في مدارسهم؟ ما ضرها أن تشترط في المراحل الأولى للتعليم، لعدم إدراك الطفل، ومقدرته على حماية نفسه، اقتصار التعيين على الإناث في المدارس لكافة الأعمال، بما فيها أعمال النظافة والحراسة؟ نقول ذلك بعد ما كثرت الاعتداءات بحق أطفالنا، وانتهاك براءتهم، ولنا أن نصرخ بالسؤال، ماذا يفعل عامل في الخمسين في مدرسة ابتدائية للبنات؟ لماذا يتجول حارس المدرسة بين الفصول؟ ولم عمال النظافة المدرسية يشترط أن يكونوا بشوارب؟ لم مدير المدرسة والطقم الإداري ملتهون بالتهام الفطائر والمناقيش في حين هناك طفلة في مدرستهم تستصرخ ذئباً حاصرها في زاوية مظلمة، منسية؟
أعتقد أن شرطة دبي ضربت أكثر من عصفور بحجر واحد حينما قررت أن تفعل شيئاً غير مألوف، ومغايراً بطريقة جميلة، وذلك بالدفع بالسيارات “المليونية” لتحمل شارتها واسمها، وتتلون بلونها، لقد حظيت بنسبة متابعة إعلامية وإعلانية كبيرة في دول العالم ووسائله الإعلامية وشبكات التواصل لها ولدبي، لقد كانت تلك الفكرة المبتكرة والمتفردة، وهي إدخال سيارات النخبة في الخدمة، وإنزال سيارات السرعة الفائقة في الشوارع بدلاً من ميادين السباق، لتصل أولاً، وثانياً، لتقبض على “الهاربين” بسرعاتهم الجنونية، وجرائمهم العابرة للقارات!



amood8@yahoo.com