نقدر الاجتماع التوافقي الذي دعا إليه الأمير علي بن الحسين عضو اللجنة التنفيذية لـ «الفيفا»، رئيس اتحاد غرب آسيا، رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم، قبل أكثر من شهرين في عمان، بحضور كل اتحادات غرب آسيا لكرة القدم ومرشحي الرئاسة الثلاثة، يوسف السركال والشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة وحافظ المدلج، والذي تغيب عنه الشيخ سلمان بن إبراهيم لأسباب لم تعرف حتى اللحظة، ربما لارتباطه وانشغاله بالترويج لحملته الانتخابية، أو لعدم قناعته باللقاء التوافقي، وأياً كان فهذا شأنه ونقدره. الاجتماع لم يخرج بتوافق، لغياب أحد أركانه، وتقرر أن تكون هناك لقاءات لاحقة، دون فقد الأمل بالتوافق، لأن الأمير علي بن الحسن يشعر بمسؤولياته تجاه ذلك، لأن المرشحين الثلاثة من غرب القارة، والذي يدخل في نطاق مسؤولياته، لذلك يحرص على الخروج بتوافق عربي غرب آسيوي، يخرج بانتصار عربي، في الانتخابات المرتقبة في الثاني من شهر مايو القادم. ولأننا على يقين بأن اجتماعاً توافقياً آخراً قد لا يعقد، أو هكذا يبدو في الأفق، إلا أننا نتوسل في الأمير علي بن الحسين، أن يكون محايداً في موقفه العلني، ويعطي صوته لمن يريد، دونما تأثير منه على أطراف أخرى من غرب القارة وشرقها، لأن مسؤولياته الدولية والقارية وثقله وتأثيره على الآخرين، قد يشكل انحيازاً واضحاً في دعمه لمرشح على حساب الآخرين. نحن نقدر موقفه وتعاطفه لمرشح بعينه ومصلحة اتحاد كرة القدم الأردنية أمانة في عنقه، وصوته أينما اتجه، فهذا شأن خاص بالأردن والكرة الأردنية، ولكننا لا نريد أن يكون ثقله القاري والدولي منحازاً لطرف، واستقطاب أصوات آسيوية أخرى لمرشحه، لأن جميع المرشحين يجب أن يكونوا على مسافة واحدة منه، لأنه ممثل آسيا في «الفيفا»، ومن في منصب سموه لا شك سيكون مؤثراً، كما الشيخ أحمد الفهد الصباح رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الذي طالبناه أن يكون كذلك، وليس من الإنصاف استغلال المناصب الرسمية في حملة انتخابية أطرافها مرشحين عرب. ولأنه رعى التوافق العربي، فإننا نناشده أن يواصل دوره في هذا المسار، لأن حياده اليوم يتوافق مع نهجه التوافقي، فإن لم يكتب له النجاح في التوافق، فقد يكون لحياده المعلن، استكمالاً لدوره التاريخي في لم شمل القارة، لأن من يحالفه التوفيق، ومن يترجل سوف يكسب الاحترام، وتقدر موقفه التاريخي في حياده، لأن الفارس القادم سيعمل معه في الفترة القادمة وقد تمتد حتى الدورة القادمة حتى عام 2018. فالشارع الرياضي الآسيوي ينتظر هكذا موقف من الأمير علي بن الحسين في الأيام القليلة الباقية، للإعلان عن حياديته في المعركة الانتخابية، كما أعلن عن دعوته التوافقية في المرحلة الماضية، فكلا الأمرين يشكل منعطفاً تاريخياً له، ونحن في الإمارات نكن للأمير كل محبة وتقدير لدوره الريادي في لم شمل القارة، كما نكن على الدوام اعتزازنا للدور الأردني، في كل القضايا العربية التاريخية، ولأن الرياضة جزء من نسيج المجتمع العربي، فإن التوافق حول قضاياها يصب في خندق التوافق الذي هو اليوم أمام امتحان يجسد هذا الواقع، فكما كان التوافق العربي في المراحل الأولى أملاً، فإن الحياد اليوم أصبح واجباً وأسال الله التوفيق. Abdulla.binhussain@wafi.com