في وطن الإنجاز والتميز بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، أصبحت حكومة الإمارات أول حكومة في العالم تضع معايير قياسية معتمدة لخدماتها وتطمح من خلالها إلى تقديم خدمات حكومية من فئة السبع نجوم، في إنجاز يضاف لمسيرة الخير والعطاء، ويعد محل فخر واعتزاز كل أبناء هذا الوطن.
وتكمن أهمية هذه المعايير القياسية في أنها تضع تصنيفاً لمستوى الخدمات المقدمة من قبل الحكومة وفق التصنيفات الفندقية، كما أنها تحدد ميثاق التعامل بين مقدمي الخدمة في الدوائر الحكومية ومتلقيها، يحدد التزاماتها تجاههم وواجباتهم نحوها. وفي الوقت ذاته “حددت مواصفات معيارية لموظفي خدمة المتعاملين لتوحيد طريقة تقديم الخدمة وسرعتها وجودتها وحتى أسلوب التعامل”، بحسب ما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
إن هذه التطلعات الطموحة تعكس روح السباق نحو التميز الذي ميز الفريق الحكومي وهو يخوض ذلك السباق متخذاً من جائزة خليفة للأداء الحكومي المتميز مؤشراً ومقياساً. لتجيء هذه المعايير الجديدة لتشعل جذوة الحماس والسباق، وتمثل نقلة نوعية في مضمار توفير أرقى الخدمات ضمن أعلى مراتب التصنيف، وبما يستحق أبناء الإمارات والمقيمون على أرضها.
وبلا شك فإن هذا التطوير المستمر لمستوى الخدمات والارتقاء بها، إنما هو ثمرة نهج المراجعة والتقييم المستمر الذي ميز الأداء الحكومي، وما جلسة مجلس الوزراء يوم أمس الأول برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، إلا أنموذج، حيث خصص جلها لمراجعة واستعراض التقييم السنوي لأداء المجلس والمجلس الوزاري للخدمات عن العام الماضي، والذي شهد إصدار أكثر من 500 قرار شمل 13 قطاعاً رئيسياً في الدولة. وأكدت معها أن “تقييم العمل ومراجعة الأداء لا يقتصران على الوزارات والهيئات، بل قاعدة يطبقها الجميع”.
كما كانت مناسبة أعرب خلالها سموه عن تقديره للأداء “المتميز” للمجلس الوزاري للخدمات برئاسة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وتجديد الثقة بأعضائه وقد أصبح المجلس- كما قال سموه-”دعامة رئيسية لاتخاذ القرار في الدولة”.
وهي رسالة ينبغي استيعابها من البعض ممن يرون أنه” ليس بالإمكان أبدع مما كان”، ويعتقدون أنهم قد بلغوا بالعمل نحو الكمال، في انفصال عن واقع يشهد يومياً تطورات متلاحقة تستوجب مواكبتها والتفاعل معها، والانفتاح على الجمهور المتلقي لخدمات هذا القطاع أو ذاك. والتفاعل مع وسائل الإعلام وتقاريرها حول مستوى ونوعية تلك الخدمات. والأهم في ذلك النزول الميداني والمتابعة بعيداً عن”التقارير المعلبة”.
اعتماد المراجعة والتقييم في مختلف مراحل الأداء الحكومي يعد أحد أهم عوامل تطور الأداء الحكومي ليصبح نموذجاً يضرب به المثل عند الحديث عن التجارب الحكومية. كما أصبح مصدر إلهام لمجتمعات أخرى.
ونتذكر كيف كان يقترن تدني الأداء بالدوائر الحكومية، والنقلة التي حققتها، وهي تتوسع في إنجاز معاملاتها إلكترونياً في حقول وميادين ومجالات غير مسبوقة. ومع هذا أصبح الطموح اليوم تقديم خدمات من فئة السبع نجوم. وذلك ليس بالغريب على وطن وشعب يعشق دوما المركز الأول.


ali.alamodi@admedia.ae