الطائرة القديمة يصيبها الكثير من العطب.. قد تصلح للفُرجة أكثر مما تصلح للطيران، وإن أردناها أن تطير، علينا أن نلبسها ثوب اليوم. هكذا حال اتحاد الكرة الطائرة، الذي كان من المفترض به أن يستفيد من تجارب الماضي، وحتى التجارب التي لا تخصه، سواء الكرة أو السلة أو غيرهما، لكنه وحسب ظني، لا يزال قابعاً في الماضي، يعيش على أطلال القديم، بل إنه حتى القديم لم يكن بهذا الشكل من الارتجال. منذ أيام، قررت اللجنة التنظيمية للكرة الطائرة بدول مجلس التعاون إيقاف نشاط اتحادنا المحلي للكرة في بطولات التعاون على صعيد الأندية والمنتخبات لمدة سنتين، ووقعت عليه غرامة مالية ضخمة، كرد على إلغاء النسخة الـ 32 لبطولة التعاون للكرة الطائرة أبطال الدوري التي كان من المزمع إقامتها بالعين، وذلك بعد الخلاف الذي نشب بين اللجنة الفنية للبطولة واتحاد الطائرة، ووقتها التزمنا الصمت، لا لشيء إلا أننا ندرك أن عملاً بلا أخطاء هو عمل غير موجود وأن وحده الذي لا يعمل هو الذي لا يخطئ، ولإدراكنا أن ظروفاً قاسية أدت لهذا التطور المفاجئ للقضية، ولكن ما حدث أمس الأول، وبالرغم من كل الترويج لديمقراطية الاجتماع وسياسة الباب المفتوح والشفافية، إلا أنه عنوان لأن القديم لا يزال قابعاً في الاتحاد وأنهم أبداً كما هم الكثير من إداريينا لا يستفيدون من الماضي، ولا من تجاربهم أو تجارب الآخرين. الارتباطات يا سادة والبطولات والاستحقاقات والمشاركات الداخلية والخارجية، لا تهبط علينا فجأة من السماء، لكننا نحن من يضعها أو من خطط للمشاركة فيها، وبالتالي أن يبدو المجتمعون وكأنهم فوجئوا بزحام الرزنامة، فهذا معناه أننا في واد والواقع في واد آخر، ومعناه أننا مازلنا لا نعرف أسس التخطيط السليم وإدارة الأزمات والارتباطات، وأن يستغرق اجتماع الاتحاد مع مندوبي الأندية أكثر من ثلاث ساعات، فهذا معناه أن الجميع جاؤوا ثم عرفوا لماذا جاؤوا وأنه لم تكن هناك أجندة محددة، تبدأ من حيث انتهوا، بدلاً من السجال والاختلاف، والاتفاق ثم التراجع، لتكون المحصلة إرجاء كل شيء لموعد لاحق وإجراء استبيان بين الأندية التي كانت أصلاً حاضرة، لكن بدلاً من «وجع الراس» والإحراج، لتكن القرارات على ورق، فالورق أخف وطأة من المواجهة، ولكن ماذا إن جاء حال الورق كما كان حال الاجتماع؟ طرح الاتحاد سيناريوهين، فرفضتهما الأندية، وبعدها طرح اثنين جديدين ليصل العدد إلى أربعة سيناريوهات، تتباين في الرؤية وفي الموعد، فمن مايو إلى أكتوبر.. كل شيء ممكن ومن إلغاء بطولة إلى استمرارها لا مانع، ومن ترحيل مواعيد بطولة أخرى إلى بقائها، بقيت كل الاحتمالات مفتوحة، والاتحاد والأندية يعلمون بأمر مشاركة العين في البطولة الآسيوية المقامة بطهران نهاية أبريل الجاري والتصفيات الآسيوية للمنتخب المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم «بولندا 2014»، ولكن بدا الأمر وكأنهم علموا بتلك الاستحقاقات من خلال فاكس عاجل جاءهم وهم مجتمعون. سيبقى الخلاف، ليس في الطائرة وحدها، ولكن في كل لعبة، لا تخطط ولا تعمل حساباً لكل صغيرة وكبيرة، وفي كل مكان يؤجل ما يجب ألا يؤجل، ولا يتحلى بروح الابتكار في التعامل مع أزماته الطارئة. كلمة أخيرة: البطولة الحقيقية في أن تلتزم بكل بطولة وأن تجد حلاً لكل معضلة mohamed.albade@admedia.ae