يتحدثون عن إنجاز عودة فريق الشارقة إلى دوري المحترفين بعد موسم كامل قضاه في دوري الدرجة الأولى، ويتبادلون التهاني والتبريكات بهذا الإنجاز العظيم، فيقولون عاد الشارقة، وأقول لا لم يعد، ولن يعود حتى تعود سيرة “الملك” الشرقاوي ناصعة البياض كفريق صاحب بطولات، قدره أن يكون أحد الكبار الذين يلعبون دور البطولة، وله مقعده الرئيسي المحجوز في الصفوف الأولى. تمعنوا في التاريخ جيداً، فأي إنجاز وهمي هذا وأي عودة متواضعة تلك التي لا يفرح بها سوى مضلل، أو متابع حديث السن لم يوجد عندما كان الشارقة هو اللاعب المهم في خريطة كرة القدم الإماراتية، والممول الأول لمنتخباتنا الوطنية، وأول بطل في تاريخ دوري الإمارات قبل 40 عاماً وأتبعه بأربعة ألقاب فيما بعد، كما أنه صاحب الرصيد الأعلى من بطولات الكأس. عن أي عودة يتحدثون طالما أنها ليست سوى تصحيح لغلطة تاريخية تكررت للمرة الثانية في تاريخ الكيان العريق، عندما هبط الفريق تاركاً وراءه إرثاً هائلاً لم يفلح الموجودون في النادي خلال السنوات الماضية، من إدارات متعاقبة ولاعبين في الحفاظ عليه، وعندما هبط، تركنا في حالة من الفقد نشتكي فيها غياب أحد أهم القلاع الكروية عن المشهد الكروي، وعندما لم يتعلم من أخطاء الماضي وعاد ليكررها، افتقدت مسابقة دوري المحترفين ملحها، وهو في الوقت نفسه سكرها. الملك الذي كان، غاب عن المسابقة الأهم، ولكنه لم يغب عن الأذهان، كنا نراه في كل مكان، وقبل كل جولة كنا نتعمد أن نفقد الذاكرة بمحض إرادتنا ونفتش في جدولها عن ذلك الحاضر الغائب مع من سيلعب وأين ستكون قمته النارية، فنشكك في صحة الجدول تارة ونقول إنها غلطة مطبعية، وتارة نقول إنه قيد الراحة الجبرية، والحقيقة أنه ذهب منذ زمن طويل وما زلنا بانتظار العودة، وهي ليست من غياهب الدرجة الأولى، ولكن إلى صورته المعهودة. عندما يهلل البعض لهذه العودة، فهم لا يعرفون حقيقة فريق الشارقة ولا يدركون شيئاً عن تاريخه، فمنذ متى تكون العودة إلى دوري المحترفين هي طموح عشاق القميص الأبيض، وهم الذين كانوا يعتبرون المركز الثاني فشلاً بطعم العلقم. لن نطلب الكثير ولن نستعجل، ولكن عودة الشارقة لن تكون سوى بعودة الملك البطل، أحد الأقطاب التي لا تغيب عن المنافسة، وهو بحاجة إلى الكثير من العمل حتى يعود قوياً بطلاً ناصع البياض خالياً من الشوائب، هو لم يغب عن أذهاننا حتى يعود، ولكنه الحاضر الغائب. Rashed.alzaabi@admedia.ae