المشجع العادي الذي يذهب لمؤازرة فريقه في الاستاد، ويمنعه الشرطي من دخول منطقة معينة غير مخصصه لفريقه أو يفتشه لأنه قد يحمل بعض الأدوات المحظورة، مُستهدف. المدرب الذي يوبخ لاعبيه أو يحتج على قرارات الحكم بطريقة مبالغة في المباراة، فيُنذر أو حتى يُطرد، مُستهدف. اللاعب الذي يجلس على مقعد الاحتياط لأمور فنية أو لتراجع مستواه أو لوجود من هو أكفأ منه، مُستهدف. الحكم الذي يُنتقد من الجميع لأنه “ورط” العالم بقراراته وشخصيته الضعيفة، مُستهدف. المسؤول الرياضي الذي يريد حل مشاكل فريقه أو المنافسة على البطولات ويفشل، مُستهدف. مدير الفريق الذي يدلي بتصريحات أكبر منه، ويتفاجأ بردود الفعل، وبدل أن يعتذر يقوم بتحميل مسؤولية الحديث للصحفي، مُستهدف. الإداري الرياضي الذي يسعى للفوز بعضوية أحد الاتحادات ولا يجد من يصوت له، فيعود إلى بيته كما خرج، مُستهدف. الإعلامي الذي يُستبعد من جدول التكليفات في الأحداث الكبيرة أو المباريات المهمة، مُستهدف. حتى المغرد الذي يرسل تغريداته الرائعة حسب اعتقاده ولا يجد من يعمل له “ريتويت”.. مُستهدف. كل الشارع الرياضي بات مُستهدفاً.. والجميع يتتبع خطوات أعضائه، ليترصد أخطاءهم أو ليوقعهم فيها.. أو ليمنعهم من النجاح. وحين يفشل البعض في إيجاد العدو تظهر النبرة الجديدة: الإعلام غير حيادي، الإعلاميون يتعمدون إثارة الشارع الرياضي والتأثير على قرارات اللجان، وهم أنفسهم، أي الإعلاميين لديهم حساباتهم الخاصة، فهذا النادي بالنسبة للإعلام من الواجب مساندته ومحاباته، وذاك على الإعلام أن يهاجمه ويتصيد أخطاءه ويضغط على أصحاب القرار لاستبعاده من المنافسة أو لإيقاع العقوبات عليه. للأسف، بات نصف منتمي ساحتنا مصابين بهذا الداء، فأغلب الرياضيين يشعرون بأن الظل الذي يمشي خلفهم في عز النهار ما هو إلا عدو ينتظر زلاتهم. حقيقة قد تؤلم، وقد تُرفض من قبل البعض، ولكن تمعنوا في كل مشكلة تحدث في كرتنا، جهة تشعر بالظلم، وأخرى تشعر بالغبن، أحدهم يشعر بأن نجاحه سيسقط المنافسين، وآخر متأكد أن هناك من لا يريد له أن ينجح وهو يعلم في داخله أن نجاحه أو فشله لن يغير من الكون شيئاً، وبالمحلي “من درى بك”، ولكنه للأسف يواصل هذا الشعور بينه ونفسه، والمشكلة إن فشل، فإن الشماعة الجديدة “الإعلام الوهم”. من الآخر قد يكون رأيي مغلوط بالنسبة للكثيرين، وربما يوصف ما كتبت بالمبالغة أو الصراحة الزائدة عن الحد، ولكنها بالنسبة لي على الأقل حقيقة أراها بعيني في كل واقعة. أخيراً: إن لم ينشر هذا المقال لأي سبب فأنا أيضاً مُستهدف. Omran.admedia@live.com