أسدل الستار بالأمس على بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجو جيتسو، بعد أربعة أيام من الإثارة، تابعت معظمها على شاشات التليفزيون، حتى كدت أخشى على نفسي، أن أتحول إلى الجو جيتسو، بعد أن استطاعت اللجنة المنظمة من اتحاد اللعبة برئاسة عبدالمعنم الهاشمي، توفير مقومات الإبهار والإثارة من اليوم الأول وحتى اليوم الأخير، واجتهدت كثيراً على مدار تلك الأيام في أن أعرف أصول وقواعد اللعبة، فكنت أسأل تارة، وأبحث مرة على الإنترنت، وبعدما انتهت البطولة، أدركت أن الرسالة قد وصلت، فقد بحثت وعرفت واجتهدت وتابعت، والأهم هي رؤية أطفال الإمارات وهم يرسمون ملامح مستقبل مشرق بإذن الله في اليوم الأول، بعد أن حصدوا 122 ميدالية ملونة، من بينها 45 ذهبية، وسط منافسة من مواهب 30 دولة حول العالم. وأعجبني تصريح صدر أمس عن رئيس الاتحاد الآسيوي، في أن تلك الميداليات التي زادت عن المائة، تنتظر هؤلاء الصغار في المستقبل بإذن الله حين يشتد عودهم ويصبحون أبطالاً محترفين، وفي هذا دلالة كبيرة على ما فعلته أبوظبي، وما قدمته، والمشروع الوطني الذي اختارته ودفعت به إلى المدارس والمناهج ومراكز التدريب، آملة أن يكون لديها جيل رياضي يتحلى بما تزرعه فيه هذه الرياضة النبيلة. أذكر في بدايات اللعبة أنه كان من الصعب علينا أن نتذكر «الاسم»، واليوم بات من الصعب علينا أن ننساه، وما بين النسيان والمعرفة هناك سنوات تبدو قليلة، لكنها في الإمارات تساوي الكثير، فقد اعتدنا هنا والحمد لله أن نتجه إلى الهدف من أقصر الطرق ومن كل الطرق، طالما أننا حددناه وطالما أننا وجدنا فيه صالح أبنائنا، وما زلت أذكر توقيع الاتفاقية بين مجلسي أبوظبي الرياضي وأبوظبي للتعليم، وبعدما بدأت في عدد محدود من المدارس، نرى الآن أن العدد الباقي هو المحدود، فإيقاع العمل يتسارع يوماً بعد يوم، والمنظومة الرياضية التعليمية تجد من القائمين عليها كل الاهتمام والرعاية، فكان طبيعياً أن يتحقق هذا الإنجاز الذي خطه أبناؤنا الصغار، وقبله كان هناك إنجاز آخر، تمثل في زيادة أعداد المشاركين بكأس العالم للأطفال إلى ثلاثة أضعاف العدد الذي شارك العام الماضي، معظمهم من المواطنين، وهو ما يعني أن النهر يتدفق وأنه بإذن الله لن يتوقف عن الجريان، يمد منتخباتنا بما تحتاجه من مواهب، ويمد الوطن بما يحتاج من سواعد فتية تساهم في مسيرة البناء التي يخطها قادتنا في كل الميادين ومنها الميدان الرياضي. على مدار أربعة أيام، اطلع العالم من جديد على الإمارات وهذا يكفي، وشاهد كيف أن البطولات لدينا باتت «علامة مسجلة» غير قابلة للتكرار، وعلى مدار أيام وكما هي العادة من أهل الجو جيتسو أدركنا من جديد أن الرياضة ليست كرة قدم فقط، وأن مناجم الذهب تختفي في دهاليز تلك اللعبات، كما أدركنا أن لدينا نجوماً وإن عرفهم البعض إلا أنهم لم يحصلوا على كامل ما يستحقونه من الشهرة بعد، وفي مقدمة هؤلاء البطل الذهبي فيصل الكتبي والمبدع عيد ريحان وطارق الكتبي وغيرهم، ولكل هؤلاء وللصغار من مواهب الإمارات، نقول «شكراً من القلب لمن أسعدوا الوطن». كلمة أخيرة: عنوان العمل يلمع أكثر في عيون الصغار لأنها «مرايا بريئة» mohamed.albade@admedia.ae