هم فتية عبروا عن انتمائهم لإمارات المحبة والوفاء والعطاء بطريقتهم الخاصة، اختاروا أن يوظفوا فضاء الإنترنت للتغريد في حب قادة ووطن أكرم الجميع، فكان الحضن الدافئ للجميع، وواحة الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار التي يتفيأ تحت ظلالها الأوفياء والشرفاء ممن هم جديرون بها. وكانوا ولا يزالون يتصدون وعبر الفضاء الفسيح لكل من يتطاول على هذا الوطن الغالي ورموز عزته وشموخه، وغدوا في حال مواجهة يومية مع مروجي الضلالة والتضليل وفي مقدمتهم «إخوان الشياطين» الذين اعتقدوا في لحظة تاريخية مفصلية أن الإمارات ومنجزاتها ومكتسباتها الوطنية ستكون صيداً سهل المنال عليهم وعصبتهم. الأسبوع الماضي حل «مغردون للوطن» ضيوفاً على زميلنا الإعلامي المتميز عيسى الميل في برنامجه «مجالس»، فإذا بوتيرة الهجوم في «تويتر» بحق هؤلاء الرجال تتصاعد، وتتخذ منحى لا علاقة له بحق التعبير الذي يتخفى وراءه البعض، بعد أن سقطت الأقنعة، وانكشف ما في النفوس من حقد وغل على إنجازات قيادة تحظى بحب والتفاف عظيم من مواطنيها، وعلى وطن شامخ الصروح عزيز البنيان. فكان توزيع التهم الجاهزة، وترديد المزاعم الزائفة عن مجريات قضية «التنظيم السري» المنظورة اليوم أمام قضاء الإمارات العادل والنزيه، والذي هو محل فخر واعتزاز كل أبناء الوطن لأنه امتداد للصورة الزاهية لمسيرة إنجازات ومكتسبات الإمارات. والذي فاجأ بأريحيته وأدائه الواثق والشفاف حتى المتورطين في القضية وذويهم، الذين تابعوا وقائعها أولاً بأول. ولمسوا سعة صدر الدولة حتى مع الذين خانتهم بوصلة التقدير، وحادوا عن جادة الحق والصواب، ومارسوا أنشطة تستهدف الأمن والسلم الاجتماعي فيها. لقد أكد الهجوم الإعلامي الذي تعرض له المغردون من قبل «إخوان الشياطين» ومن لف لفهم، مقدار ضيق هؤلاء بالرأي المخالف لهم، وتوظيف الدين الحنيف لمآربهم، وتكفير من يختلف معهم، وإخراجه من ملة الرضى عنه. وما ذلك إلا امتداد لصورة المشاهد التي ظهرت في مجتمعات دانت لهم، وقد كانت منارات للفكر الحر والإبداع الحضاري والإنساني، وملاذ كل قلم حر ومبدع، فرأينا كيف يساق أهل الرأي والقلم لمحاكم التفتيش الجديدة التي أقاموها هناك. وحتى إذا انتصر القضاء في تلك البلدان للكتاب والإعلاميين، نجدهم يسلطون الرعاع من أعوانهم للاعتداء الجسدي على المعارضين لهم وممتلكاتهم، ويصل الأمر في أحايين كثيرة للخطف والتصفية الجسدية، والشواهد على ما يجري هناك كثيرة وعديدة، وتصفية المعارض التونسي شكري بلعيد، مجرد نموذج لعقلية التصفية والإلغاء التي يؤمنون بها وتهيمن عليهم، والتي لا تتوانى في اللجوء للعنف لتقول كلمتها، وتفرض سيطرتها المطلقة التي ترفض الآخر. وفي هذا الفضاء الفسيح ينكشف كثيرون من المتخندقين خلف الشعارات البراقة والكلمات الطنانة، ممن تفضحهم لحظات ومواقف الحقيقة التي لا تقبل البقاء في المناطق الرمادية، فالأمر يتعلق ببلاد «زايد الخير». نقول لهؤلاء الشباب، وأمثالهم “عساكم دوم على القوة». وفي وطن يزهو بإنجازاته، ويفخر ويعتز بتلاحم أبنائه بقيادتهم، ويشمخ في ظل خليفة وإخوانه الميامين، «كلنا الإمارات» وكلنا «مغردون للوطن»، والله نسأل أن يديم على إماراتنا الأمن والاستقرار والعز والرخاء والازدهار، ويحفظها من شرور الفتن وكيد كل حاقد ومتآمر. علي العمودي | ali.alamodi@admedia.ae