ولد وتوفي عمر الخيام في نيسابور، عاصمة خراسان بإيران، واختلف في تحديد سنة الولادة والوفاة، لكن الشائع (1048 - 1131)م، أسمه «غياث الدين أبو الفتوح عمر بن إبراهيم الخيام»، والخيّام هو لقب والده الذي يمتهن صنع الخيام، هو فارسي، من أصل عربي، برع في الرياضيات، والفلك، واللغة، والفقه، والتاريخ، وهو أوّل من اخترع طريقة حساب المثلثات، ومعادلات جبرية من الدرجة الثالثة بواسطة قطع المخروط. وهو صاحب رباعيات الخيام المشهورة والتي هي مقاطع شعرية من أربعة أشطار، الشطر الثالث مطلق فيها، بينما الثلاثة الأخرى مقيدة، وهي تعرف باسم الـ«دوبيت» بالفارسية، وقد ألفها بالفارسية وظل يتغنى بها في مجالسه وخلواته، فنشرها عنه من سمعها من أصدقائه وندمائه، ولم يفكّر معاصروه في جمع الرباعيات، حيث ظهرت أول مرة مجمعة ومكتوبة سنة 865 هـ، أي بعد رحيله بثلاثة قرون ونصف! وكانت أوّل ترجمة للرباعيات للغة الإنجليزية، قد ظهرت سنة 1859م، على يد الكاتب البريطاني «إدوارد فيتسجيرالد» تلتها ثلاث طبعات أخرى في الأعوام ( 1868، 1872، 1879)م، أما الترجمات العربية من الفارسية فقام بها الشاعر المصري أحمد رامي، والشاعر العراقي أحمد الصافي النجفي، والشاعر البحريني إبراهيم العريّض، وتصف الرباعيات الحياة والمتعة والبهجة فيها، لكنها تشكو من العمر القصير الهارب، مع غنائية في الورود والأزهار وخرير الماء والخضرة والوجه الحسن والعشق، والخمر. وهناك من يزعم أن الرباعيات لطول الوقت، وعدم تدوينها نسبت أشياء كثيرة منها للخيام، حيث زادت على ألفين رباعية، لكن المشهور أنه لم يقل أزيد من مائتين رباعية، وقد أثبت ذلك المستشرق الروسي «زوكوفسكي» حيث رد «82» رباعية إلى أصحابها، ولم يبق منها إلا القليل مجهول النسبة: سمعتُ صوتاً هاتفاً في السّحَر نادى مِن الحان: غُفاة البشَر هبُّوا املأوا كأس الطلى قبَل أن تَفعم كأس العمرْ كفّ القدَر ??? أفق وهات الكأس أنعمُ بها واكشف خفايا النفس مِن حُجبها وروّ أوصالي بها قَبلَما يُصاغ دنّ الخمَر مِن تُربها كان عمر الخيام في صغره يدرس مع صديقين حميمين، نظام الملك، - وهو أول من أسس المدارس النظامية التي تنسب له- وحسن الصباح أحد قادة الطائفة الإسماعيلية النزارية، مؤسس فرقة الحشاشين، وتعاهد ثلاثتهم على أن يساعد من يؤاتيه الحظ الآخرين، فلما أصبح نظام الملك وزيراً للسلطان «ألب أرسلان»، ثم لحفيده «ملكشاه»، خصص له راتباً سنوياً من خزينة نيسابور، فضمن له العيش في رفاهية والتفرغ للبحث والدراسة! ناصر الظاهري | amood8@yahoo.com