في السعودية والكويت ولبنان، ومعظم الدول العربية، كل الجاليات الأجنبية تتحدث العربية المبسطة أو اللهجة المحلية مضطرة ومجبرة، ما عدا الإمارات، فنحن مخترعو العربية المكسرة، واللهجة المعطوبة من أجل عيون “البشاكير والدريوليه، وصاحب البقالة، والذي يعمل في المزرعة والعزبة، وغيرهم، نحن بامتياز مبتكرو الـ”أربك بروكن” على وزن إنجليزية الهنود”أنجلش بروكن”!
- هل يمكن أن يخطر ببال مؤمن آت من كل فج عميق أن يرى يوماً نساء “تشاتي” في صحن الحرم، وهي تطوف بالكعبة، في البداية ظننت أنهن يقرأن أدعية الطواف من شاشة جهازهن النقّال، لكن ما إن تحركت الأصابع في غير التسبيح والتحميد، وذكر الله حتى جفلت وهربت من ذلك الشيطان العصري!
- بعض الناس تكون واقفاً أمام باب المصعد نيتك الصعود فيأتي مستعجلاً، ويضغط على الزر الصاعد والهابط في آن واحد، فتشك في عدم فهمه، وتنظر إليه، فيبتسم، ويظهر للناس أنه مستعجل، ويضغط من جديد على الزرين معاً، وحين يتوقف المصعد لا ينزل مع النازلين، ولكنه فقط يؤخر الصاعدين مع ابتسامة يعتقد أنها تنم عن الفهم!
- ما إن ترى سيارة ترجع في المواقف إلى الخلف مرتين وثلاثة، فأعرف أن وراء عجلة القيادة امرأة، الكثير يعتقد أنها لا تعرف السواقة، ويشكك في قيادتها، أما أنصار المرأة فيرون في ذلك الحرص الشديد، وعدم التهور!
- ما إن يأتيك واحد ويطلب شراكتك في مشروع ذي عائد كبير أو مشروع استثماري ناجح- كما يقول- ويقترح أن يكون عليك رأس المال، وعليه الخبرة، فاعلم أن الخبرة ستأكل المال وتذهب بالحلال!
- بعض الناس منحوسون، لدرجة أن تكون تتوجع من ضرسك حد الدمع، وتشعر بعصبها يريد أن يقلع عينك، ولست بقادر أن تجلس مطولاً أو تسمع من أحد غير الكلمة الطيبة، ويأتي هو ويطلب منك ديناً إلى أجل مسمى أو يريد أن تعطيه سيارتك الثانية ليستعملها حتى يصلح سيارته أو شيء من هذا القبيل، فتَرّوَحه ساعتها كالخِيّل، ولا تتذكر وجهه فيما بعد، إلا وينزّ عليك الضرس وعصبه!
- أن تكون تتعبد في الحرم المكي أو تصلي في الحرم النبوي الشريف، ويأتي شخص، ويجلس جنبك غير خاشع، ولا مهتد، ولا يريد أن يصلي على النبي، ويظل يتقلب ويتحرقص، ويناظر إليك بطرف عين، وربما سبر ثقل أجيابك، ويريد أن يسمعك نشيد الشحاذة الذي يحفظه وتحفظه، فيقطع خشوعك وتأملك وصلواتك ودعاءك، ويحرجك في بيت الله، ثم يصيح نقاله الذي في جيبه!


amood8@yahoo.com