بصراحة.. ما “غامضني” إلا الفاكس، ما “واحا له يا حليله” يتربع على كرسي الاتصالات حتى أتاه موج أعلى من موجه، و”عقّه بعيد”، وأصبح كسيحاً في زاويته، يئن بتلك الطريقة البائسة والمكتئبة، وكفّ عن طلباته التعزيرية الكثيرة أيام عزه، قبل ما يخلص الحبر، يطلب حبراً، تقول “ضب ما يروى من العطش”، لا وفوق هذا تظهر الصفحة غالباً غير واضحة عند المتلقي، ومرات الحروف في أطرافها متآكلة أو متداخلة، ومرات يتدلع في الإرسال، يقول لك: “رسلت خلاص أوكي”، وهو الخمام ما رسل ولا وصل، اليوم من يتذكر في عصر الوسائل الذكية “الفاكس”، إلا إذا أصابنا وجع الرأس، وطرأ على بالنا دواء “أبو فأس”!
هذا الشاب الباكستاني الذي بقي يحوم في أبوظبي وضواحيها بـ”سبانته وبَكَّرَه”، وأتلف في مدة قصيرة ما يقارب 250 سيارة، كسر زجاجها الجانبي، وسرق ما وجد فيها، وظل يتنقل من سيارة لأخرى حتى خطف على 250 سيارة، “أنبوه لو عافد على كراج أو ساكن في مصفح، ما بيلحق على هذا العدد من السيارات، ويخمّ ما فيها”!
ما أعرف شو أقول للجهات المعلنة والتي تغري الناس كل حين بعروضها الترويجية، وتقدماتها شبه المجانية لإغواء المشترين والعملاء، ما دامكم ما تقدرون توفون بكلامكم المعسول، ليش تفتحون أذرعكم وصدوركم للناس، وحين “يهوون عليكم” تعطونهم في وجوههم “ والله تطبق الشروط والأحكام”، شو هالشروط والأحكام التي لا يعرفها أحد، ولا قرأها أحد أو مرت على أحد؟ شكلها مثل “كاتلوج” سيارة النساف، لا المالك فاضي يقرأه، ولا السائق يعرف يقرأه، ولا المُصَنّع مقتنع به أساساً!
ترى جماعتنا هلكونا بـ”السيستم”، تقول ما أحد ركبّ “سيستم” غيرنا، يا أخوان شوفوا “سيستم” غيركم، كلمة والثانية، ويقطعون “السيستم” في وجوهنا، موظف متكاسل، “والله السيستم خربان أخوي”، واحدة مستعجلة تريد تسرق لها ساعتين من الدوام، وتتعلث بأي شيء، “تراه السيستم داون، يا ربي شو أسوي أنا”، زين الشباب من قوم أبو نقّالين، وما مكفّنه، ويريد “يشاتي مع الحبيبة”، “أعطوني بريك عشر دقائق، في لود على السيستم”، واحد ما يدلّ شرقه من غربه، ويعافد مع الناس، معتقداً أن الوظيفة اليوم ما زالت تشبه الفزعة،”الصبر يا أخوان.. الحين بند، ألين أييون الفنيين ويعابلون هالماهوب”، موظفة جديدة من الحجم الضئيل، وصوتها يكاد يظهر من عباءتها،”أيه.. أيه.. ممكن تستريحون شوي، علشان نسوي أب ديتنغ للسيستم”، ما أقول غير: “يا سيستم الهنا، ياليتني كنت أنا”!

amood8@yahoo.com