دائماً ما أكون متهماً أمام البعض الذين لا يرون في ما أكتب سوى النظرة التشاؤمية واستخدام الفرشاة السوداء في رسم اللوحة الخالية من الألوان الزاهية، والتي أراها تعبر عن الوضع العام في الساحة الرياضية، وكثيراً ما يطرح علي هذا السؤال المحدد، ألا يعجبك أحد؟. والإجابة على هذا السؤال ليست بحاجة إلى التفكير، بلى يعجبني الكثيرون وأشاهد يومياً نماذج مشرفة ومضيئة لما يجب أن يكون عليه اللاعب أو الإداري أو المسؤول، ولكن هذا هو الخط الذي أسير عليه، أسخر معظم مداد قلمي للحديث عن السلبيات مهما كانت قليلة، وأتغاضى بقصد أو بدون قصد عن ذكر الإيجابيات ولو كانت كثيرة. فالوضع الطبيعي في الحياة أن تسير الأمور بالشكل الصحيح، وأي انحراف أو خروج عن الخط المستقيم هو الذي يغريني للكتابة، تماماً كما هو الثوب الأبيض قد لا يلفت النظر اتساع رقعة المساحة البيضاء فيه، ولكن نقطة سوداء واحدة قد تلطخه وتجعله المادة الدسمة للرؤية في عيون الناظرين. تعجبني أكثر من شخصية وأتمنى أن أتحدث دوماً عن المواقف الإيجابية والمبادرات الوطنية، ومن هؤلاء إنسان لم ألتق به يوماً ولكن أسمع عنه بشكل دائم، وله مواقف مشرفة يقوم بها إيماناً بواجبه الطبيعي تجاه وطنه ومجتمعه، ذلك هو المحامي عيسى بن حيدر الذي قد لا أعرفه لو التقيت به وجهاً لوجه في أي مكان عام، وقد أحتاج إلى محرك البحث “جوجل” حتى أعثر على صورة اتعرف فيها على ملامح وجهه، ولكن أعرف تماماً أنه من الشخصيات السباقة في المناسبات الكبيرة. لا تحضرني حالياً كل المبادرات التي قام بها عيسى بن حيدر سابقاً، وأعلم أنها كثيرة، ولكنه بالأمس القريب كانت له مساهمة قبل مباراة منتخبنا الأولمبي أمام استراليا بتقديمه مبلغاً مالياً محترماً لتوفير وجبات غذائية لمن يرغب من الجمهور، ولم يكد الحكم يطلق صافرة النهاية حتى كانت المبادرة الفورية بالتبرع بتكاليف طائرة خاصة لنقل جماهير الإمارات الراغبة في الذهاب إلى طشقند لتشجيع “الأبيض الأولمبي” في مباراته المصيرية أمام أوزبكستان. شيء جميل أن يستشعر رجال الأعمال في الدولة والمقتدرون مادياً بأدوارهم الحقيقية، وأن يعملوا على تسديد جزء من الدين الذي يحملونه في أعناقهم لهذا الوطن، الذي أعطاهم الكثير حتى وصلوا إلى ما هم عليه حالياً، وبينما نحن بانتظار المزيد من المبادرات، أقول للمحامي عيسى بن حيدر “بيض الله ويهك”، لا أعرفك وأعرف مواقفك فهي تصفك وتتحدث عنك، لذلك أقول “شكراً لك”. Rashed.alzaabi@admedia.ae