حين قرأت ذلك العنوان، ومترجماً إلى الإنجليزية، بـ”مسج تو ووتر” اعتقدت أن هيئة البيئة والمحافظة على الثروة المائية موجهة رسالة إلى السكان لترشيد استهلاك المياه، والحد من التبذير والصرف دون وعي، خاصة ونحن من أكثر الدول استهلاكاً وتبذيراً للمياه في العالم، وإذا به إعلان تجاري موجه للزبائن البسطاء من الناس، زافين لهم أجمل هدية - كما يدعون- داعينهم لشراء جهاز لقراءة القرآن الكريم على الماء، بـ”250” درهما، مفتتحين الإعلان بثلاث آيات من سورة الإسراء، الآية 41، “واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب” والآية 42 “اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب” والآية 82 “وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين” وبعد تلك الآيات التي وضعت في الإعلان لجر الناس والمحتاجين والذين يبحثون عن علاج ولو كانت قشة في حقل كبير، ووضعهم تحت ضغط نص ديني، يظهر تفسير الشركة لشرح هذا الجهاز “الكاذب” الذي يقرأ القرآن، ويظل يعيد القراءة المرة تلو الأخرى على الماء، مستندين على أن فكرة الجهاز مبنية على تفسير علمي وبحوث أجنبية وعربية حول العلاج بالماء، حالفين بأغلظ الأيمان أن العلماء أكدوا أن الماء يحمل ذاكرة، وجزيئات الماء تحمل معلومات هائلة، يمكنها التأثير على الإنسان، لأن جسمه يتألف 70 في المائة منه ماء، وعند شرب كمية من الماء المقروء عليه قرآن بواسطة ذلك الجهاز المركب على البراد يشعر الإنسان بالتغييرات الجديدة بإذن الله:
- زيادة في القدرة على التركيز والإبداع، تحسين المستوى الدراسي والذاكرة، علاج المشاكل الزوجية، علاج أمراض مزمنة ومستعصية، الهدوء النفسي وعلاج التوتر العصبي، علاج الانفعالات والغضب وسرعة التهور، القدرة على اتخاذ القرارات السليمة، التحصين من العين والحسد والسحر، زيادة في مناعة الجسم، التخلص من الخوف والتردد والقلق، تحسين القدرة على النطق وسرعة الكلام، الوقاية من الأمراض الخبيثة، التخلص من العادات السيئة، طرد الشياطين من المكان الموجود فيه الجهاز.
ذلك كان نص الإعلان التجاري المنشور والمغلف بالدين والشعوذة، والمراد به الضحك على ذقون عباد الله الطيبين، والذين يصدقون كل شيء، وينجرّون وراء كل شيء مصبوغاً بالدين، والذي تتخذ الشركة البائعة موقعاً لها في أحد الفنادق، ويحمل مندوبوها كمية من الهواتف النقّالة “أم كرت مدفوع”.. أطرح هذا الموضوع.. دون تعليق، ولكم الحكم، وعلى الجهات المعنية التحرك، ومنع هذا العبث، سواء بمشاعر الناس وعواطفهم أو بصحتهم الجسدية والعقلية أو استغلال حاجة الضعفاء منهم، وابتزازهم عن طريق الدين!


amood8@yahoo.com