طالما حلُم بأن تكون شريكة حياته شقراء بعينين زرقاوين كلون البحر الذي كان يحبه أيضاً، وبعد طول بحث عثر على صاحبة العينين الزرقاوين، فما أن رأى بريقهما حتى سارع إلى خطبتها، وأخذ يدندن بأغنية عبد الحليم حافظ من شعر نزار قباني «الموج الأزرق في عينيك يناديني نحو الأعماق»، وفي اليوم التالي بدأ يكذّب نفسه، فقد كان هناك شيء غير طبيعي في العينين الزرقاوين، فقد كان فيهما شيء غريب، وأحس في نفسه بأن في الأمر شيئاً يدعو للقلق، ولم يطل الأمر حتى صارحته صاحبة العينين الزرقاوين بأنها تضع عدسات ملونة بالأزرق! قيل في العيون الكثير، فتغزل الشعراء بالعيون على اختلاف ألوانها وأحوالها، وهل هناك أجمل من العيون، ومع اختلاف الظروف والأحوال والأيام، لم يعد صعباً أن تلوّن العيون باللون المطلوب، بل صار بالإمكان أن تظهر المرأة بأكثر من لون للعيون يتناسق ولون الثياب التي ترتديها، ومن الطبيعي أن ترى عيون المرأة الصغيرة، والأصغر من العيون الصينية والفلبينية واليابانية، واسعة كعيون البقر الوحشية! فأين العيون الكحلاء الطبيعية بلا كحل، والتي تبدو كأنها مكحولة وليس بها كحل. مع اختلاف الأيام اختلفت مقاييس جمال العيون، فما يعد عيباً في العيون اليوم كان بالأمس ميزة خاصة وناحية جمالية متفردة، فإن كان الحَوَل في العيون اليوم عيباً ومرضاً فإن بعض الحوَل كان ميزة جمالية خاصة بالعين عند العرب وتسمى حَوْلة الحُسْن، وقد وصف العرب العين بأوصاف خاصة دقيقة لم يسبقهم إليها أو يلحق بهم غيرهم، فمنها الشَهْلاءُ: وهي بين السواد والزُرْقة، والَجلْواءُ: الصافية البياض، والخوْصاءُ: الصغيرة الغائرة، والحَوْصاءُ: بالحاء غير معجمة: التي في آخرها ضيق كأنها مخيطة، ويقال (حيصت أي خيطت). والمَلْحاءُ: التي ابيضت زُرْقتها، والسَّجْراءُ: التي أشربت حُمرةً. والدَعْجاءُ: كثيرة السواد. والحَوْلاءُ: التي تنظر إلى جنب، والقَبْلاءُ: التي تنظر إلى الأنف، والخَزْراءُ: التي تنظر إلى الأذن. والوَطْفاءُ: التي يطول شعر أشفارها. والبَرْجاءُ: الواسعة السواد والبياض.. والعَيْناء: التي اتسع سوادها وضاق بياضها. والحَوْراء: ناصعة البياض وأُشربت صُفرة. والمَهْقاءُ: التي في مآقيها حمرة. والدَمجاءُ: مطبقة الأجفان. والمَزْهاء: التي لا تكتحل. والشَتْراء: المقلوبة الجفن. عبدالله الفيصل: من أجل عينيك عشقتُ الهوى بعـد زمـانٍ كنتُ فيه الخَلِي وأصبحـتْ عينـاي بعـد الكـرى تقــول للتســـهيدِ لا ترحل وكنـــتُ لا ألــوي علـــى فتنـةٍ يحمـلها غضّ الصّبا المقبل حتـــى إذا طارحـــتني نظـــــرةً حالمةً مــن طـرفك الأكحل أحسستُ وقد النـار في أضلعـي كأنها قامــت عــلى مِرجـل وجمّل الدنيا علـــى ما بهــا دفقُ سنّى من حسنك الأمثل Esmaiel.Hasan@admedia.ae