النبأ الذي طالعناه في الزميلة «البيان» أمس من خلال موفدها بالسعودية، يصنف باعتباره من الأنباء الموجعة، فقد أشار إلى توافق خليجي يحدث في الكواليس للإطاحة بالشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي من موقعه القاري، وأن هناك مشاورات «سعودية - قطرية» عالية المستوى قد بدأت بالفعل لبناء مرحلة جديدة في الساحة الآسيوية بعد الفرقة التي تسبب فيها الفهد ولا أحد سواه، من خلال دعمه المعلن لمرشح واحد في انتخابات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وهو الموقف الذي ما كان يجب أن يحدث من الفهد، على اعتبار أنه وبوصفه رئيساً للمجلس الأولمبي الآسيوي وباعتباره وصل لهذا المقعد بدعم إخوانه في الخليج، كان واجباً أن يقف على الحياد، بدلاً من دعم مرشح على حساب البقية. أما لماذا نبأ الأمس موجع، فلأننا لا نريد أبداً لمرشحينا أن يكون هذا مآلهم، لكنني أخشى أن الموقف الأخير، والتحركات «السعودية - القطرية»، صنعتها يد الفهد ولا أحد غيره. والحقيقة أن الفهد يقودنا للمزيد من الفرقة، بسبب موقفه غير المبرر، وكان عليه أن يكون أول الداعين للتوافق، وأن يتدخل قبل اجتماع غرب آسيا بالعاصمة الأردنية عمان لإتمام هذا الأمر، طالما أنه قَبل أن يكون طرفاً في اللعبة، وكان بإمكانه لو أراد أن يقنع الشيخ سلمان بن إبراهيم، ليس بالانسحاب أو ترك الساحة، وإنما بالذهاب إلى الاجتماع وعرض أفكاره، والاحتكام إلى المجموع للاستقرار على مرشح واحد، ولكن الفهد اكتفى في هذا الموقف بالفُرجة، أو ربما ساهم في حدوث المزيد من الفرقة، ولا يغير من ذلك الكلام الذي قاله في العراق منذ أيام حينما دعا إلى التوافق، فقد كان كلاماً ذراً للرماد في العيون وهو يعلم أن زمن التوافق ولى، واليوم نقول له إنه من وقف ضد التوافق، ولو أراده لساهم في حدوثه. منذ فترة ليست بعيدة، أجريت حواراً مطولاً مع الشيخ أحمد الفهد، وكنا أول صحيفة كشف فيها صراحة عن موقفه الداعم للشيخ سلمان بن ابراهيم في انتخابات الاتحاد الآسيوي، لكن هذا الدعم المعلن لم تسانده مبررات قوية يسوقها رئيس المجلس الأولمبي في دعمه وتزكيته، كما أن ما ساقه عن الشيخ سلمان من مؤهلات، ساق مثله وأكثر وقتها عن السركال، قبل أن يدخل الدكتور حافظ المدلج في اللعبة الانتخابية، ووقتها بدا الأمر رغبة ليس أكثر، وموقفاً انتقامياً من السركال باعتباره كان نائباً لمحمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي ليس إلا، فاسم ابن همام في حد ذاته يصيب الشيخ أحمد بالعصبية. أياً كانت النتيجة في انتخابات الاتحاد الآسيوي، فأعتقد أن الخاسر الأكبر فيها، سيكون الشيخ أحمد الفهد، فقد أصبح طرفاً أصيلاً فيها، لكنه طرف أشاع الفرقة في صفوف الاتحادات الخليجية، للدرجة التي دعت البقية إلى الوقوف ضده، والدفع بمرشح غيره مع انتهاء ولايته في 2015، يقال إنه سيكون من قطر، ولن تنسى الاتحادات الخليجية وربما الآسيوية ما كان من رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، الذي خالف مواثيق العمل كافة، واختار أن يساند مرشحاً ضد البقية، بالرغم من أنه في ذات الوقت رئيس للجان الأولمبية في عموم آسيا، بل إنه لو فعل ذلك مع مرشح عربي واحد، لنصحناه بالحياد في ظل وجود مرشح آخر من القارة هو التايلاندي واراوي ماكودي، وللأخير حق على الفهد أيضاً. mohamed.albade@admedia.ae