قد يبدو غريباً أن يكون ابن الجوزي مؤلف كتاب فكاهي وهو الفقيه والمفسر والمحدث، فقد كتب ابن الجوزي الحافظ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن القرشي البغدادي في القرن السادس الهجري «أخبار الأذكياء»، وبعد ذلك وجد أن هناك حاجة لكتاب في الحمقى فألف «أخبار الحمقى والمغفلين»، وهو كتاب جميل مليء بالفكاهة والظرف وخفة الظل، بأسلوب في منتهى الجمال والجاذبية ينتزع الضحك من القارئ مزيحاً الهم عن القلب. روي أن أعرابياً من أهل البادية قدم إلى رجل من أهل الحضر فأنزله وكان عنده دجاج كثير، وله امرأة وابنان وابنتان، فقال المضيف لامرأته: أشوي دجاجة وقدميها نتغدّى بها، قال: وجلسنا جميعاً ودفعنا إلى الضيف الدجاجة فقلنا: اقسمها بيننا، نريد بذلك أن نضحك منه. قال: لا أحسن القسمة فإن رضيتم بقسمتي قسمت بينكم. قلنا: نرضى، فأخذ رأس الدجاجة فقطعه وناولنيه، وقال: الرأس للرأس. ثم قطع الجناحين وقال: الجناحان للابنين. ثم قطع الساقين وقال: الساقان للابنتين، ثم قطع الزمكّي - أي أصل الذنب - وقال: العجز للعجوز، ثم قال: والزور - أي صدر الدجاجة- للزائر. فلما كان من الغد قال الرجل لامرأته: أشوي لنا خمس دجاجات. فلما حضر الغداء قالوا أقسم بيننا، قال: شفعاً أو وتراً - أي مزدوجاً أو مفرداً - قالوا وتراً، قال: أنت وامرأتك ودجاجة ثلاثة، ثم رمى بدجاجة. وقال: وابنتاك ودجاجة ثلاث، ورمى دجاجة. وقال: وابناك ودجاجة ثلاثة، ورمى دجاجة، ثم قال: وأنا ودجاجتان ثلاثة، فأخذ الدجاجتين فرآنا ننظر إلى دجاجتيه، فقال: لعلكم كرهتم قسمتي الوتر قالوا: أقسمها شفعاً، فقبضهن إليه ثم قال: أنت وابناك ودجاجة أربعة، ورمى إليهم بدجاجة ثم قال: والعجوز وابنتاها ودجاجة أربع، ورمى إليهن بدجاجة، ثم قال: وأنا وثلاث دجاجات أربعة!. ويروى أن دلالة جاءت إلى رجل فقالت: عندي امرأة كأنها طاقة من نرجس فتزوجها فإذا هي عجوز قبيحة، قال للدلالة «فششتني» أي غششتني، فقالت: لا والله، إنما شبهتها بطاقة نرجس، لأن شعرها أبيض ووجهها أصفر وساقها أخضر. ابن الرومي: قرأتُ في وجهك عنوانــــــــاً آذَنني بــــــــالغَدْرِ إيذانا تالله أنْسَى مــــاذكرتُ الصِّبا بل ما ذكــرت الله لهفانا- يـــــــومَ التقينا فتجهمتـني تجهُّـــــــم المديونِ دَيَّانا وكيف أنسى ذاك مستيقظاً ولست أنسى ذاك وسنانا طلعتُ من بُعــد فأوهمتـني أنك قـــد عاينت شيطانا لاقيتَني ساعـــــــة لاقيـتني أثقـــــلَ خلق الله أجفانا كأنمـــا كنتَ تضمَّنت لـــي ردَّ شبابـــــي كالذي كانا Esmaiel.Hasan@admedia.ae