جميلة تلك النفحة الطيبة التي سنّها سمو الشيخ محمد بن زايد في زواج ابنه، وجعلها قدوة حسنة للجميع، ومدى التجاوب الكبير معها من قبل المواطنين، والسرعة في تبنيها بتقنين وترشيد نفقات الزواج، وما يتبعه من عزائم وإسراف وتبذير في أشياء غير ضرورية، ولا تمثل شيئاً من القيم والعادات والتقاليد لمجتمعنا، وما النداءات، والإعلانات عن تغيير توقيت معظم الأفراح، وحصرها بمدى زمني قصير، بعد العصر إلى المغرب، و«فنجان قهوة وسحة أو حلواه حارة وفقاع، ومبروك عليكم ما دبرّتم، ويعل بجرك ولد يا معرس.. وانتهينا»!
• مرات.. بودك لو تعرف أين ذهب بعض الناس الذين كانوا «يشالون ويمارون» ولا يتركون افتتاحاً إلا حضروه، وحلّت صورهم في الصحف في اليوم التالي، وهم يشيدون، ويمتدحون أي فكرة، ويشكرون القائمين عليها، وبطريقة ملساء يحولونها فجأة للحكومة، ويلصقونها بها، دونما تمييز بين العمل الكبير والصغير، والذي يستحق نسبه لها، والذي يتعفف عن ربطه بها، كثير من هؤلاء كانوا حاضرين وبقوة، ولفترات محددة، واليوم تفتقدهم، وتفتقد آراءهم التي تشيد دائماً، وتفتقد صورهم الذهبية بعد تخرجهم من الثانوية مباشرة، والتي يحرصون أن تبقى لامعة في الصحف وذاكرة الناس، كثيرون كانوا.. أين هم الآن؟
• هناك شيء لم أستطع أن أستوعبه طوال حياتي، ولا أرى له منطقاً يمكن أن نتحاور معه، ولا تفسيراً واضحاً من قبل الذين يتبنونه، كأن يقول لك أحدهم: «يا أخي شلّ هالمسدس عني، لا يعمره الشيطان» أو «خَوّز عني هالبندقية ترى الشيطان بيحشيها» طيب وين الميكانيكا وعلمه؟ وين منطق الحسابات؟ الحين الشيطان ما عنده شغل، ينتظرك، حتى يحرك «مزلاي» البندقية، بعد ما يكون قد حشاها عنك برصاصة ما تخطئ اليهامه!
• مشكلة «الربيع العربي» أن بعض الزعماء هرموا قبل أن يقول المواطن العربي «هرمنا.. هرمنا» ويمسح بيده المرتجفة على تلك الشعرات البيضاء الباقية!
• مرات أحزن على جيل الستينيات والسبعينيات، هؤلاء «مساكين» وذاكرتهم مهددة، وأصبحوا اليوم يحاولون أن يجمعوا شيئاً من جمال طفولتهم، وأشيائهم، وذاكرتهم المكانية، فلا يجدون إلا غير ما يسرهم، يذهبون لمدارسهم الابتدائية فيجدون مكانها عمارة متآكلة يسكنها عزاب، ومحاطة بـ «توانكي ماي»، يتفكرون سدرة «زخمية» كانوا يلعبون تحتها، و«يتفالعون بالحصى» تحتها، فيجدون مكانها غرفة كهرباء شرسة، مثل عجوز لا تريد أن تبرح مكانها، يشتاقون لسكيك حارتهم القديمة الرملية، فيجدون مكانها، طرقاً مزفتة، وعلى جوانبها بنايات زجاجية، مسكين جيل الستين، وكأنه مكتوب عليه عدم التواصل، لذا تجدهم شراً مستطيراً حين يسمعون كلمة، مثل: «الخصخصة» و«إعادة الهيكلة»!


amood8@yahoo.com