جولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ولقاءاته المواطنين في الشارقة ورأس الخيمة وأم القيوين للاستماع إلى آرائهم ومتطلباتهم، هي في الواقع ترجمة عملية لتوجيهات قائد مسيرة التمكين صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله، والتي أكدها في كلمته التي وجهها بمناسبة الذكرى الأربعين لقيام اتحاد الإمارات، على ضرورة الالتقاء بالمواطنين والتحاور معهم والاستماع إلى آرائهم وتلبية متطلباتهم، مؤكداً في هذا الصدد حفظه الله أن المواطن يحتل الأولوية في اهتمامات سموه.
هذه المعادلة الراسخة تسير على هديها دولة الإمارات منذ قيامها عام 1971، انطلاقاً من قاعدة أن المواطن هو أساس التنمية والحضارة، وهو شريك أساسي في صناعة وتخطيط المستقبل للوطن والأجيال المقبلة. ولم تنفصل يوماً قيادة البلاد الرشيدة عن هذه القاعدة الأصيلة والمترسخة في المفهوم السياسي والاجتماعي لدولة الإمارات العربية المتحدة، والدليل هذا البنيان الاتحادي الراسخ الذي يعلو يوماً بعد يوم ويحقق المزيد من المنجزات والمعجزات، قياساً بمسيرة الدول، في العد والحساب، وذلك بفضل البناء على هذا الأساس الذي يشكل المواطن عموده الفقري.
لقد بدأ الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان جولاته الميدانية ولقاءاته مع المواطنين قبل أكثر من شهر في أبوظبي والعين، وحل ضيفاً وأباً وابناً عزيزاً على العديد من بيوتات المواطنين في ربوع دولتنا، وقد جسدت هذه اللقاءات مدى اللُحمة الوطنية بين أبناء الوطن وقيادتهم الرشيدة، وأكدت المفهوم الأسري والعائلي لوطننا من المنطقة الغربية إلى الفجيرة. والمتابع لزيارات ولقاءات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع المواطنين، يلحظ هذه القيم واضحة وجلية، من دون بروتوكول أو رسميات، لقاء أسري عائلي حميم بين أفراد الأسرة الواحدة، وقد ترجمت هذه اللقاءات والزيارات والتواصل بين القيادة وأبناء الوطن إلى العديد من القرارات التي تلبي متطلبات أبناء الأسرة والعائلة الواحدة، وحزمة القرارات التي أصدرها قائد مسيرة التمكين حفظه الله، تؤكد هذا التواصل والتلاقي والتلاحم بين القيادة والشعب، وتجسد أيضاً سياسة التمكين التي كرسها صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله، منذ توليه مقاليد الحكم كخير خلف لخير سلف، والتي تعني في أولوية أهدافها تمكين المواطن في مسيرة التنمية وإشراكه في التخطيط لمستقبل الوطن والأجيال؛ لأنه هو في الأساس “المواطن” صاحب المنجز الأساس في هذه المسيرة، وتمكينه من هذه الإنجازات العظيمة التي تحققت يشكل اللبنة الأساس للبناء والمضي قدماً في تحقيق المزيد من المكتسبات لهذا الوطن وأبنائه في ظل قيادته الرشيدة التي نذرت نفسها وجهدها، وسخرت الغالي والنفيس في سبيل إسعاد المواطن، وتعزيز أركان اتحادنا ليبقى دائماً راية خفاقة في السماء ومنارة للعطاء، ونموذجاً يحتذى به في البناء والعدل والاستقرار.


m.eisa@alittihad.ae