قبل كل جولة في دوري أبطال آسيا، نخوض حرباً ضروساً للدفاع عن مقاعدنا، فنحصل عليها كاملة تارة، ويخصم منها الاتحاد الآسيوي تارة أخرى، لكن يبدو أن جهدنا الإداري لا يوازيه جهد مماثل في الملعب، إذ نخوض الدور الأول بشق الأنفس، ويخرج الكثير مبكراً، ويبقى من يبقى للدور الثاني، ولكن على وعد بوداع سريع. أمس الأول، خسر الجزيرة أمام الجيش القطري 1 - 3 في المباراة التي جرت على ملعب نادي الريان في قطر، ضمن الجولة الثالثة بالمجموعة الأولى لدوري أبطال آسيا لكرة القدم، وفي الليلة ذاتها خرج النصر تقريباً من حسابات التأهل إلى دور الـ 16 بعد الخسارة أمام الغرافة القطري، في الجولة الثالثة لمباريات المجموعة الثالثة للبطولة نفسها، ومن خسارة ثقيلة في قطر إلى أخرى ثقيلة هنا، باتت الفرحة قطرية، وبقينا نحن نضرب أخماساً في أسداس. وبخصوص الجزيرة، فأنا أعتقد كما يعتقد الكثيرون أنه لم يعد هناك مناص عن الإحلال والتجديد في الفريق ذاته، فقد جدد النادي في كل شيء.. تبدلت الإدارة، وتبدل المدرب أكثر من مرة، ولم يعد هناك باق سوى اللاعبين، والذين يبدو أن العيب فيهم، وليس في غيرهم، وأن الصبر عليهم أكثر من ذلك، يعني الاستمرار في ذات الطريق، خاصة أن حال الفريق في الدوري لا يسر كثيراً، والأزمة تمتد معه، من هنا إلى هناك. ميا مدرب الجزيرة، اعترف خلال المؤتمر الصحفي بعد المباراة بأن الموقف بات صعباً وأنه مطلوب منه بسرعة علاج الأخطاء التي وقع فيها اللاعبون لإسعاد الجماهير التي خذلها الفريق، كما أكد أن اللاعبين افتقدوا الطموح والدافع والرغبة في تحقيق الفوز، وأن عليهم تصحيح الوضع الصعب سريعاً، ومضى المدرب ليتحدث عن ردة الفعل البطيئة للفريق وعدم ترجمة الفرص إلى أهداف. باختصار، بدأ المدرب نفسه يقول بطريقة مبطنة إن اللاعبين بحاجة إلى شيء جديد.. بحاجة إلى تجديد. أما الوضع في النصر فيبدو أكثر تعقيداً، والسبب عدم الاعتراف بالواقع، ومراوغات زنجا الدائمة للهروب من هذا الواقع، وبأن هناك أزمة في فريقه، ربما يكون هو نفسه عاجزاً عن حلها. زنجا، تحدى أن يكون هناك مدرب قادر على الفوز بلقب آسيا، وأنه إن وجد، ساعتها سيكون مستعداً للتخلي عن منصبه، وقال من قبل الكلام ذاته بصيغ أخرى عن الدوري، ولست أدري إذا لم تكن لديه القدرة على الفوز بالدوري أو المنافسة في آسيا، فما هي طبيعة عمله بالضبط في النصر، وهل جاء فقط ليجعل الفريق يجري ويهرول ويخسر؟. إن كانت تلك هي المهمة، فأنا على استعداد لقيادة النصر، وبربع الراتب الذي يحصل عليه زنجا. نحن كالأندية نحتاج إلى الفوز، ولكن لا يجب أن تمر كل خسارة كالتي قبلها، دونما محاسبة ودونما بحث عن الأسباب الحقيقية لما يحدث، بدلاً من تلك التصريحات التي تحمل في بعضها خداعاً للرأي العام، فما زلت أستغرب أن يقول زنجا إن المباريات الآسيوية فرصة من أجل النضوج واكتساب الخبرات، وغير ذلك من الكلام المستهلك. فالدنيا لم تقم وتقعد حين فقدنا نصف المقعد لنكتسب من خلاله الخبرات، ولم نحتفل بالعميد يوم تجاوز الدور التمهيدي لأننا نعلم أنه يلعب من أجل الخبرة والاحتكاك، وإذا كان الأمر كذلك، فلا حاجة بعد اليوم للبكاء على مقاعد للمتفرجين. كلمة أخيرة: من كثر كلامه.. كثرت أخطاؤه mohamed.albade@admedia.ae