اليوم .. لن نطرح الحسابات في الأجواء، ولن ننظر إلى كل ما فات من المشوار، فبعد ما حدث، أشعر أحياناً أن الأقدار تريدنا، وتريد أن تهدينا حلماً استثنائياً في تاريخ الكرة الإماراتية، يستحقه هذا الفريق بالذات، فليس بعد ذهبية آسيا والمشاركة في كأس العالم للشباب وفضية الآسياد، سوى أن نتأهل إلى الأولمبياد، والمنافس الأوزبكي الذي يناطحنا على ورقة التأهل، ليس بالمرعب حتى وإن تطورت الكرة هناك، وليس هو من يثنينا عن أحلامنا، ويقف بيننا وبينها.. نعم له هو الآخر طموح مشروع، لكننا أيضاً نستحق. اليوم، هو يوم الكرة الإماراتية بأسرها.. يوم المنتخبات والأندية والجماهير.. يوم كرة الإمارات، التي ستقف عن بكرة أبيها، تشارك في صياغة حلم طال انتظاره، وتساند لاعبيها الذين عادوا لأبواب الأمل بعد أن كادت توصد في وجوههم... اليوم لن نرى سوى شعارنا الواحد، وفي المدرجات، لن تدري هل من يجلس بجانبك «عيناوياً» أو جزراوياً أو وحداوياً أو وصلاوياً، أو أياً من أندية الإمارات يشجع، فهو إماراتي واليوم يومه، حيث يختزل الأبيض كل أحلام الأندية وجماهيرها. الأجواء من داخل المنتخب إيجابية، والصفوف مكتملة، والأهم أن صفوفنا نحن أيضاً مكتملة، فهذه «الفزعة» التي نراها من جماهير الإمارات، دليل على أن الأجواء «غير»، فإذا ما استشعر الجمهور قرب الأمل، سانده بكل قوة، وحتى عندما كان يغيب في الماضي، لم يكن الرهان بهذه القوة، وبهذا الإشراق، وبهذه الفرصة التاريخية. لدينا 8 نقاط، أهدانا القدر ثلاثاً منها، فلسنا أقل من أن نرد للقدر هديته، وأن نثبت أننا نستحق التأهل، بالهدايا وبالعروض، والمنتخب الأسترالي الذي نواجهه اليوم، كنا الأحق من قبل بالفوز عليه في ملعبه، وقدمنا عرضاً نموذجياً، وكنا الأعلى كعباً والأكثر سيطرة، واليوم، على أرضنا، لن يمنعنا شيء من أن نرسم لوحة إبهار كما تعودها هذا الجيل الرائع، وكما رافقته من الدمام إلى مصر إلى الدوحة والصين، لن يمنعنا شيء من المضي في طريقنا الذي راهنا عليه منذ البداية، وشهد العالم بأننا نستحقه، حتى لو توارى يوماً خلف ضباب التقلبات أو تأخر أياماً وضن أخرى. اليوم، سنهتف لمهدي ومترف وكل أعضاء الطاقم الفني والإداري والطبي، وسنهتف للاعبين، وسنهتف لأنفسنا، حين نرى أنفسنا، نعيد مشهداً من مشاهدنا التي لا تُنسى، والتي عشناها من قبل، حين أعدنا الأمل إلى أحضاننا، واليوم سيرى أوريليو فيدمار مدرب منتخب أستراليا أن المنتخب الذي واجهه باستراليا، هو نفسه وأكثر الذي يواجهه اليوم، وأنه إن كان عازماً على الفوز، فنحن لا خيار أمامنا سوى الفوز، واليوم، سنقول لقائد الكانجارو أوليفر، تمنى كما شئت، فالأمر لدينا أكبر من الأماني.. إنه في سعة الصحراء، وإشراق الشمس. أكتب ما أكتب ولم أشغل نفسي بفوز العراق على أوزبكستان، لأن ما أعرفه، أن فرصة فريقنا بيديه، وأنه من يجب أن يدافع عنها ولا أحد غيره، وأنه طالما يريد فعليه أن يقدم مسوغات الإرادة، وعليه أن يتذكر ماضيه، فهو «سيد آسيا» وهو من قهر الكانجارو وأوزبكستان في الخُبر والدمام. كلمة أخيرة: عندما يختزل اليوم أحلام شهور عصيبة، يستحق أن نختزل فيه كل عطاء السنين. mohamed.albade@admedia.ae