بالأمس، عقدت اللجنة الفنية باتحاد الكرة اجتماعها الأول، وفيه ناقشت اللجنة المهام المكلفة بها، وآليات تنفيذها، والعمل على ممارسة أفضل التطبيقات التي تسهم في تسهيل مهمة أعضائها، بوضع البرامج والخطط التي ترتقي بالنواحي الفنية للعبة، والاهتمام بالمراحل السنية في الأندية، وتحليل مبارياتها للوقوف على نقاط الضعف والقوة، كما ناقشت تشكيل هيكل إداري متكامل، يتولى الإشراف على مختلف المهام المطلوبة. وكان من أبرز قرارات اللجنة، أنها شكلت «لجنة» للقيام بزيارة اتحادات اللعبة في دول أوروبية عدة، على رأسها ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، بالإضافة إلى اليابان، وذلك للإطلاع على تجارب تلك الدول في مجال اللجان الفنية، وتطوير كرة القدم، وكيفية ربط المدارس بالاتحاد، ووضع البرامج التدريبية والاهتمام بتطوير الناشئين. إلى هنا تبدو الأمور جيدة، ولا غبار عليها، ولا مانع على الإطلاق من الاستفادة ومن الاطلاع على التجارب، ولكن أعتقد أنه علينا أولاً أن نستفيد مما لدينا، وأن نفعّل ما اتخذناه من قبل من خطوات، فقد سبق لاتحاد الكرة في سنوات سابقة أن وقع اتفاقيات توأمة مع دول عدة، أذكر منها إسبانيا وإيطاليا ومصر، وكثيرا من الاتحادات الأخرى، وكانت تلك الاتفاقيات تقضي أول ما تقضي بالاطلاع على تجارب تلك الدول ونقل خبراتها المتطورة إلى كرة الإمارات للاستفادة منها، فإلى أي حد وصلنا في هذا المجال وما الذي جنيناه من تلك التجارب. أيضاً، تستضيف الإمارات كل عام عشرات المؤتمرات، لعل أبرزها مؤتمر دبي الرياضي الدولي، الذي ينقل في أيام عدة، كل خبرات العالم المتطور إلى الإمارات، وما أرجوه ألا تكون مناقشات ومساجلات المؤتمر وتوصياته مجرد حبر على ورق، وأتصور أن كل ما بحثه المؤتمر وناقشه وغيره من المؤتمرات في السنوات الماضية، خضع للبحث والدراسة، واستخلاص النتائج التي من الممكن أن تفيد كرة الإمارات. كما أن على اللجنة أن تدرك أن تجربة الإمارات نفسها كانت محط أنظار العالم حولنا من قبل وفي قارة آسيا بالذات وفي اليابان أيضاً، بعد النجاح الذي حققناه على صعيد الناشئين، والكابتن مهدي علي مدرب المنتخب وعضو اللجنة الفنية قدم دروساً مجانية لنا وللعالم حولنا فيما يمكن أن تفعله قطاعات الناشئين، وكيف تدار وتستثمر وتعطي ثماراً يانعة، حصدناها مع المنتخب بطل آسيا للشباب والذي شرفنا في كأس العالم وصعد إلى أولمبياد لندن ونال عن جدارة لقب الخليج. أنا لا أملي على اللجنة ما تفعله وما لا يجب أن تفعله، لكن ما لا أحبذه، أن نبدأ في كل أمورنا من الصفر، وأن نتحدث الآن في أمور من المفترض أننا تجاوزناها، وأن نشكل المزيد من اللجان، ونهدر الكثير من الوقت في الكثير من البحث والاستقصاء والدراسة، وأن تأتي لجنة جديدة في وقت لا نعلم متى يأتي، لتبدأ هي الأخرى من جديد، وأكثر ما يستفزني أن نترك دراسات وخبرات ومؤتمرات على الأرفف هنا، ونذهب لنبحث عن ملفات جديدة ودراسات جديدة ربما يكون مصيرها الأرفف أيضاً. كلي ثقة في حسن نوايا اللجنة الفنية، وأنها تنشد الصالح، وكلي قناعة أنني لا أطاول أعضاءها خبرة ولا فهما لفنيات الكرة وأسس التخطيط لها، ولكن ما أعرفه ببساطة.. أنني تابعت من قبل مثل تلك المشاريع، ولم يعد في الصدر متسع لمتابعة المزيد، وإنما للحصاد والتطبيق. كلمة أخيرة: لا تبحث عما تملكه عند سواك mohamed.albade@admedia.ae