غداً يخوض منتخبنا الأولمبي مباراته المهمة أمام أستراليا في تصفيات دورة الألعاب الأولمبية، وغداً كلنا سنقول له “لن تمشي وحيداً”، لن نقولها في حملة طارئة بدأت قبل أيام وتنتهي بنهاية مباراة أو ختام تصفيات، لن نقولها في حفلة تبدأ بالأهازيج والغناء وتنتهي بمسيرات تشارك فيها آلاف السيارات، ولكننا سوف نظل هكذا نرددها دائماً، ولكن لمن؟ ليس لهذا المنتخب فقط ولكن لكل فريق ولكل نادٍ ولكل شخص يمثل الوطن. هل الذهاب إلى الملعب وتشجيع المنتخب بحاجة إلى حملة نشحذ بها الهمم ونذكر الناس بأن عليهم واجبات تجاه منتخباتهم الوطنية؟، وهل أصبحنا شعباً مغيباً عن الواقع؟ حتى نكون بحاجة إلى من يذكرنا بأن منتخبنا سيلعب وهو بحاجة إلى قلوب خافقة ووقفة صادقة، هل هذا ما ينقصنا حتى نقوم بأدوارنا المفترضة تجاه منتخبنا؟. فهل كان مروان بن غليطة رئيس مجلس إدارة نادي النصر بحاجة إلى حملة حتى يقوم بدوره الوطني، ويوجد في ستاد مكتوم بن راشد مشجعاً لفريق الشباب في مباراة الملحق الآسيوي أمام نيفتشي الأوزبكي، أم أنه استشعر أهمية دوره وحتمية واجبه كمواطن إماراتي يقف خلف كل من يمثل الوطن؟. نعلم تماماً صدق نوايا الذين يقودون الحملات ويديرونها من أجل غاية نبيلة، ولكننا نختلف فقط في تلك الوسيلة، فالمنتخب هو ملك جميع المواطنين، رياضيين وغير رياضيين، كما أن الأندية والأشخاص الذين يمثلون الدولة خارجياً هم أيضاً ملك الجميع، والوقوف خلفهم والشد من أزرهم وتشجيعهم أمور واجبة وضرورية ومهمة. لسنا في حاجة إلى حملات ولا نريد تذاكر مجانية ولكننا بحاجة إلى زيادة معدلات الوعي لدى جماهيرنا حتى توجد في كل مناسبة يكون لنا فيها ممثل وسفير، فهذا الوطن الذي شمل خيره الجميع لا يمكن أن نبادل عطاءه إلا بعطاء، ومهما كان السفراء ومهما كانت الأسماء، يجب علينا أن نتخلى عن قمصان أنديتنا الضيقة ونرتدي جلباب الوطن الواسع الذي يحتضننا كلنا. وإذا كان لابد من حملة فلتكن حملة لمساندة كل من يحمل شعار الوطن، فلتكن حملة للوقوف خلف جميع ممثلي دولة الإمارات في مختلف الألعاب، فلتكن حملة لمؤازرة الأندية التي تمثلنا في البطولات الخارجية. هذا الوطن لن يمشي وحيداً، سنكون كلنا هناك في الغد مع منتخب الأمل وسنكون هناك في المستقبل، في مختلف مواعيده وحيثما وجد ممثلوه، لن يمشي هذا الوطن وحيداً بحملة أو من دون حملة، فلقد أعطانا الكثير وقليل في حقه لو ضحينا بأرواحنا لأجله. Rashed.alzaabi@admedia.ae