أكد اجتماع سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي، مع ممثلي الجهات الحكومية المختلفة والمدارس الخاصة في إمارة أبوظبي، الأهمية المتعاظمة التي توليها القيادة الرشيدة للقطاع التعليمي. ولاسيما دوره في صياغة المستقبل وبناء الأجيال وتعزيز الهوية الوطنية وتوجهات بناء اقتصاد المعرفة.
لقد كانت وقفات سموه أمام نقاط محورية ومهمة خلال الاجتماع، تأكيداً على ضرورة معالجتها ومقاربتها بشكل يلبي طموحات القيادة والآمال الموضوعة على هذا القطاع من خلال تكامل الأدوار بين القطاعين العام والخاص في المضي بالعملية التربوية والتعليمية نحو المسارات المرسومة لها لتوفير أفضل الممارسات التعليمية، خدمة لتك الغايات السامية.
ويدرك المتابع لهذه المسارات أن المرحلة الماضية شهدت عدم مواكبة أداء المؤسسات التعليمية المعنية للأهداف المرجوة منها، وبالذات فيما يتعلق بتعزيز الهوية الوطنية، وإعلاء شأن اللغة العربية، اللغة الرسمية للبلاد، وكذلك توفير المقاعد الدراسية للطلاب المستجدين، وبالذات في المدارس الخاصة، وجودة ما تقدم من تعليم نوعي مأمول.
وقد كانت كلمات سمو الشيخ هزاع بن زايد واضحة وصريحة خلال الاجتماع، واضحة ومحددة، وسموه يقول” إن الهوية الوطنية لا تستقيم أو تتماسك دون مناهج تعليمية تنهض بها، وتقدم تاريخ الوطن وتراثه بطريقة علمية تخاطب الجيل الجديد”.
وتمثل هذه الوقفة محطة مراجعة لإعادة صياغة أمور عدة شابت العملية التربوية والتعليمية في تعاملها مع الطلبة، الذين قال إنهم” أمانة في أعناقنا، ولهم كل الحق في الحصول على أفضل الممارسات التعليمية”، وهي طيف واسع من الممارسات بدءاً من المحتوى والمناهج والتقنيات وانتهاء بالكادر البشري.
إن وقفات مثل هذه تتيح تسليط الضوء على الجوانب الإيجابية والسلبية على حد سواء، لتقويم المسار، والتعرف على العقبات والعراقيل، والتعامل معها للحيلولة دون إعاقة انطلاقة المسيرة التعليمية بالصورة المأمولة. لاسيما في إشكالية دور القطاع الخاص في العملية، بعد أن اعتقد البعض فيه أن ما يجري في مسار التعليم بالقطاع العام لا يعنيه، ومضى في تصوراته ومناهجه، ليغرد بعيدا بالمحتوى الذي يقدمه، وهنا لا نقصد مدارس الجاليات، وإنما مدارس محلية. وقد كانت اللغة العربية في مقدمة ضحايا ذلك التغريد الذي روج لترسيخ قناعته بأن”العربية” لم تعد تصلح للتدريس في عالمنا، وتواكب متطلبات التعليم في عصرنا الراهن. بينما نجد تجارب تعليمية في مجتمعات قطعت شوطا كبيرا في الإنجازات والتقنيات المتطورة، والتدريس في مدارسها وجامعاتها ومعاهدها العليا بلغتها الأم، وكوريا الجنوبية أنموذج.
لقد كان الاجتماع وبمستوى الحضور الرفيع والحاشد، رسالة حول قوة الالتزام بتطوير القطاع التربوي والتعليمي، من خلال النقاش والمتابعة المستمرة والتعرف عن كثب للاحتياجات التعليمية للمواطنين والمقيمين، وهي تواكب التوسع والزيادة السكانية التي تشهدها البلاد، مع ازدياد وتسارع وتيرة التنمية في مختلف مناطق البلاد، وبالذات في العاصمة والمناطق والضواحي التابعة لها، وبما يحقق رؤية القيادة الرشيدة ويعزز إنجازات مسيرة الخير والعطاء، ويؤكد في الوقت ذاته تكامل الأدوار بين جميع القطاعات لتنفيذ هذه المهمة الجليلة في إعداد أجيال الغد لتسلم الراية، وتعزيز وصون إنجازات ومكتسبات الوطن.


ali.alamodi@admedia.ae